الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2400 (53) باب

                                                                                              التعريس بذي الحليفة إذا صدر من الحج أو العمرة

                                                                                              [ 1204 ] عن نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا صدر من الحج والعمرة أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة ، التي كان ينيخ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                              وفي رواية : ويصلي بها .


                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 28 ) والبخاري ( 1576)، ومسلم (1257) (431 و 432) ، ومالك في الموطأ ( 1 \ 405 ) وأبو داود (2044)، والنسائي ( 5 \ 126 - 127).

                                                                                              [ 1205 ] وعن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتي وهو في معرسه من ذي الحليفة في بطن الوادي ، فقيل: "إنك ببطحاء مباركة" ! قال موسى بن عقبة : وقد أناخ بنا سالم بالمناخ من المسجد الذي كان عبد الله ينيخ به يتحرى معرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي ، بينه وبين القبلة وسطا من ذلك .

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 87 ) والبخاري (1575) ومسلم (1346) (434).

                                                                                              [ ص: 458 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 458 ] (53) ومن باب: التعريس بذي الحليفة إذا صدر من الحج أو العمرة

                                                                                              ( صدر ) : رجع . والمصدر : الموضع الذي يصدر منه . وبه سمي المصدر النحوي . و (الإناخة) : تنويخ الإبل . يقال : أنخت الجمل فبرك. ولا يقال : فناخ . و (التعريس) : النزول من آخر الليل - قاله الخليل والأصمعي وغيرهما . وقال أبو زيد : عرس القوم في المنزل - نزلوا به ، أي وقت كان من ليل أو نهار ، والأول أعرف . والتعريس بذي الحليفة ليس من سنن الحج ولا العمرة ، ولكنه مستحب تبركا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأيضا : فإنها بطحاء مباركة ، كما جاء في الحديث الآتي بعد ، وقد استحب مالك النزول به والصلاة فيه ، وقال : إن لم يكن وقت صلاة أقام به حتى يحل وقت الصلاة . وقيل : إنما نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - به بالناس لئلا يفجؤوا أهليهم [ ص: 459 ] ليلا ، كما قد نهى أن يأتي الرجل أهله طروقا حتى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة . ومعنى ذلك أن الرجل إذا فجأ أهله من سفره ربما وجدها على حالة يستقذرها من الشعث والتفل ورثاثة الهيئة ، فيكون ذلك سببا لفقد الألفة وعدم الصحبة ، وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - إرشاد إلى أمر مصلحي ينبغي للأزواج أن يراعوه .

                                                                                              و (يتحرى) : ...




                                                                                              الخدمات العلمية