nindex.php?page=treesubj&link=31976_33679_34513_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا "كذلك "؛ خبر لمبتدإ محذوف؛ تقديره - مثلا -: "الأمر كذلك "؛ وقائل هذا هو الملك الذي تولى الوحي بين
زكريا وربه؛ أي: قال الملك: الأمر كذلك؛ فقد قدره الله (تعالى)؛ وأحكم ما قدر؛ ثم نقل عن الله (تعالى) قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9قال ربك هو علي هين وعبر بـ "ربك "؛ للإشارة إلى أنه خالقه؛ ومربيه؛ والقائم على كل أموره؛ وأنه لا غرابة في أن يكون هذا من الحي القيوم؛
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9هو علي هين الضمير "هو "؛ يعود
[ ص: 4615 ] إلى "غلام "؛ في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8أنى يكون لي غلام وهو يعود إلى الولد؛ مع وجود هذه الأحوال التي تجعله قريبا؛ و "هين "؛ أي: سهل؛ لين؛ لا يثير عجبا؛ ولا استغرابا؛ و "هين "؛ تشير إلى أنه لا غرابة فيه؛ ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك ما يدل على قربه؛ فقال - سبحانه -:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا وهذه مقدمة قياسية تزيل الغرابة؛ وتبين أنه لا غرابة على قدرة الله (تعالى)؛ وتقديره هذه المقدمة هكذا؛ وقد خلقتك من قبل هذا؛ ولم تك شيئا; لأني خلقتك من عدم؛ لا بعد شيء؛ وإذا كان ذلك ممكنا؛ وواقعا؛ وقد وقع؛ فبالأولى يكون الخلق من شيء؛ وإن كان من أب شيخ وأم عاقر؛ فهما شيء؛ والخلق من شيء أقرب في الوجود من الخلق من عدم.
اطمأن
زكريا الرسول إلى بشرى رب العالمين؛ أو قوي اطمئنانه؛ أو زالت الغرابة من نفسه؛ وبقي أن يوثق البشرى:
nindex.php?page=treesubj&link=31976_33679_34513_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا "كَذَلِكَ "؛ خَبَرٌ لِمُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ؛ تَقْدِيرُهُ - مَثَلًا -: "اَلْأَمْرُ كَذَلِكَ "؛ وَقَائِلُ هَذَا هُوَ الْمَلَكُ الَّذِي تَوَلَّى الْوَحْيَ بَيْنَ
زَكَرِيَّا وَرَبِّهِ؛ أَيْ: قَالَ الْمَلَكُ: اَلْأَمْرُ كَذَلِكَ؛ فَقَدْ قَدَّرَهُ اللَّهُ (تَعَالَى)؛ وَأَحْكَمَ مَا قَدَّرَ؛ ثُمَّ نَقَلَ عَنِ اللَّهِ (تَعَالَى) قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَعَبَّرَ بِـ "رَبُّكَ "؛ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُ خَالِقُهُ؛ وَمُرَبِّيهِ؛ وَالْقَائِمُ عَلَى كُلِّ أُمُورِهِ؛ وَأَنَّهُ لَا غَرَابَةَ فِي أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنَ الْحَيِّ الْقَيُّومِ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ اَلضَّمِيرُ "هُوَ "؛ يَعُودُ
[ ص: 4615 ] إِلَى "غُلَامٌ "؛ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَهُوَ يَعُودُ إِلَى الْوَلَدِ؛ مَعَ وُجُودِ هَذِهِ الْأَحْوَالِ الَّتِي تَجْعَلُهُ قَرِيبًا؛ وَ "هَيِّنٌ "؛ أَيْ: سَهْلٌ؛ لَيِّنٌ؛ لَا يُثِيرُ عَجَبًا؛ وَلَا اسْتِغْرَابًا؛ وَ "هَيِّنٌ "؛ تُشِيرُ إِلَى أَنَّهُ لَا غَرَابَةَ فِيهِ؛ ثُمَّ سَاقَ - سُبْحَانَهُ - بَعْدَ ذَلِكَ مَا يَدُلُّ عَلَى قُرْبِهِ؛ فَقَالَ - سُبْحَانَهُ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا وَهَذِهِ مُقَدِّمَةٌ قِيَاسِيَّةٌ تُزِيلُ الْغَرَابَةَ؛ وَتُبَيِّنُ أَنَّهُ لَا غَرَابَةَ عَلَى قُدْرَةِ اللَّهِ (تَعَالَى)؛ وَتَقْدِيرِهِ هَذِهِ الْمُقَدِّمَةَ هَكَذَا؛ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا؛ وَلَمْ تَكْ شَيْئًا; لِأَنِّي خَلَقْتُكَ مِنْ عَدَمٍ؛ لَا بَعْدَ شَيْءٍ؛ وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ مُمْكِنًا؛ وَوَاقِعًا؛ وَقَدْ وَقَعَ؛ فَبِالْأَوْلَى يَكُونُ الْخَلْقُ مِنْ شَيْءٍ؛ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَبٍ شَيْخٍ وَأُمٍّ عَاقِرٍ؛ فَهُمَا شَيْءٌ؛ وَالْخَلْقُ مِنْ شَيْءٍ أَقْرَبُ فِي الْوُجُودِ مِنَ الْخَلْقِ مِنْ عَدَمٍ.
اِطْمَأَنَّ
زَكَرِيَّا الرَّسُولُ إِلَى بُشْرَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ أَوْ قَوِيَ اطْمِئْنَانُهُ؛ أَوْ زَالَتِ الْغَرَابَةُ مِنْ نَفْسِهِ؛ وَبَقِيَ أَنْ يُوَثِّقَ الْبُشْرَى: