الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 321 ] إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إن الذين يخشون ربهم بالغيب قد شرحناه في سورة [الأنبياء: 49] "لهم مغفرة" لذنوبهم "وأجر كبير" وهو: الجنة . ثم عاد إلى خطاب الكفار، فقال تعالى: وأسروا قولكم أو اجهروا به قال ابن عباس: نزلت في المشركين كانوا ينالون من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيخبره جبرائيل بما قالوا، فيقول بعضهم: أسروا قولكم حتى لا يسمع إله محمد .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ألا يعلم من خلق؟! أي: ألا يعلم ما في الصدور خالقها؟! واللطيف مشروح في [الأنعام: 103] والخبير في [البقرة: 234] .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا أي: مذللة سهلة لم يجعلها ممتنعة بالحزونة والغلظ .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فامشوا في مناكبها فيه ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: طرقاتها، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: جبالها، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال قتادة، واختاره الزجاج، قال: لأن المعنى: سهل لكم السلوك فيها، فإذا أمكنكم السلوك في جبالها، فهو أبلغ في التذليل .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 322 ] والثالث: في جوانبها، قاله مقاتل، والفراء، وأبو عبيدة، واختاره ابن قتيبة، قال: ومنكبا الرجل: جانباه .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وإليه النشور أي: إليه تبعثون من قبوركم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية