nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=28993_30549_30550_30295ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم
لما حكى عن الذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم أن ما يلقيه لهم الشيطان من إبطال ما جاءت به الرسل يكون عليهم فتنة ، خص في هذه الآية الكافرين بالقرآن بعد أن عمهم مع جملة الكافرين بالرسل ، فخصهم بأنهم يستمر شكهم فيما جاء به
[ ص: 308 ] محمد - صلى الله عليه وسلم - ويترددون في الإقدام على الإسلام إلى أن يحال بينهم وبينه بحلول الساعة بغتة أو بحلول عذاب بهم قبل الساعة ، فالذين كفروا هنا هم مشركو العرب بقرينة المضارع في فعل ( لا يزال ) وفعل ( حتى تأتيهم ) الدالين على استمرار ذلك في المستقبل . ولأجل ذلك قال جمع من المفسرين : إن ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=55في مرية منه عائد إلى القرآن المفهوم من المقام . والأظهر أنه عائد إلى ما عاد عليه ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=54أنه الحق من ربك فيؤمنوا به .
و ( الساعة ) علم بالغلبة على يوم القيامة في اصطلاح القرآن ، واليوم : يوم الحرب . وقد شاع إطلاق اسم اليوم على وقت الحرب . ومنه دعيت حروب العرب المشهورة " أيام العرب " .
والعقيم : المرأة التي لا تلد ; استعير العقيم للمشئوم لأنهم يعدون المرأة التي لا تلد مشئومة . فالمعنى : يأتيهم يوم يستأصلون فيه قتلا . وهذا إنذار بيوم
بدر .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=28993_30549_30550_30295وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ
لَمَّا حَكَى عَنِ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ أَنَّ مَا يُلْقِيهِ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مِنْ إِبْطَالِ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ يَكُونُ عَلَيْهِمْ فِتْنَةً ، خَصَّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَافِرِينَ بِالْقُرْآنِ بَعْدَ أَنْ عَمَّهُمْ مَعَ جُمْلَةِ الْكَافِرِينَ بِالرُّسُلِ ، فَخَصَّهُمْ بِأَنَّهُمْ يَسْتَمِرُّ شَكُّهُمْ فِيمَا جَاءَ بِهِ
[ ص: 308 ] مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَتَرَدَّدُونَ فِي الْإِقْدَامِ عَلَى الْإِسْلَامِ إِلَى أَنْ يُحَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ بِحُلُولَ السَّاعَةِ بَغْتَةً أَوْ بِحُلُولِ عَذَابٍ بِهِمْ قَبْلَ السَّاعَةِ ، فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُنَا هُمْ مُشْرِكُو الْعَرَبِ بِقَرِينَةِ الْمُضَارِعِ فِي فِعْلِ ( لَا يَزَالُ ) وَفِعْلِ ( حَتَّى تَأْتِيَهُمْ ) الدَّالَّيْنِ عَلَى اسْتِمْرَارِ ذَلِكَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ . وَلِأَجْلِ ذَلِكَ قَالَ جَمْعٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّ ضَمِيرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=55فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ عَائِدٌ إِلَى الْقُرْآنِ الْمَفْهُومِ مِنَ الْمَقَامِ . وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ عَائِدٌ إِلَى مَا عَادَ عَلَيْهِ ضَمِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=54أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ .
وَ ( السَّاعَةُ ) عَلَمٌ بِالْغَلَبَةِ عَلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فِي اصْطِلَاحِ الْقُرْآنِ ، وَالْيَوْمُ : يَوْمُ الْحَرْبِ . وَقَدْ شَاعَ إِطْلَاقُ اسْمِ الْيَوْمِ عَلَى وَقْتِ الْحَرْبِ . وَمِنْهُ دُعِيَتْ حُرُوبُ الْعَرَبِ الْمَشْهُورَةُ " أَيَّامَ الْعَرَبِ " .
وَالْعَقِيمُ : الْمَرْأَةُ الَّتِي لَا تَلِدُ ; اسْتُعِيرَ الْعَقِيمُ لِلْمَشْئُومِ لِأَنَّهُمْ يَعُدُّونَ الْمَرْأَةَ الَّتِي لَا تَلِدُ مَشْئُومَةً . فَالْمَعْنَى : يَأْتِيَهُمْ يَوْمٌ يُسْتَأْصَلُونَ فِيهِ قَتْلًا . وَهَذَا إِنْذَارٌ بِيَوْمِ
بَدْرٍ .