الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2422 (58) باب

                                                                                              تحريم المدينة وصيدها وشجرها والدعاء لها

                                                                                              [ 1219 ] عن عبد الله بن زيد بن عاصم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن إبراهيم عليه السلام حرم مكة ودعا لها، وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة، وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا به إبراهيم لأهل مكة".

                                                                                              رواه أحمد ( 4 \ 40 ) والبخاري (2129)، ومسلم (1360)(454).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (58) ومن باب: تحريم المدينة

                                                                                              قوله صلى الله عليه وسلم " إن إبراهيم حرم مكة " ; أي : بلغ حكم تحريمها. وعلى ذلك يحمل قول نبينا صلى الله عليه وسلم " وإني أحرم ما بين لابتي المدينة " ، وقد دل على صحة هذا التأويل قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله حرم مكة ولم يحرمها الناس " .

                                                                                              وقوله " وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا به إبراهيم لأهل [ ص: 480 ] مكة " ; تفسيره ما جاء في حديث أنس ، وهو قوله : " اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما بمكة من البركة " .

                                                                                              وقوله " في صاعها ومدها " ; أي : في ذي صاعها وذي مدها ، يعني : فيما يكال بالصاع والمد . ووجه البركة تكثير ذلك وتضعيفه في الوجود أو في الشبع ، وقد فعل الله تعالى كل ذلك بالمدينة ، فانجلب الناس إليها من كل أرض وبلد ، وصارت مستقر ملوك ، وجلبت إليها الأرزاق ، وكثرت فيها مع قلة أكل أهلها وترك نهمهم ، وإنما هي وجبة واحدة يأكلون فيها العلقة من الطعام والكف من التمر، ويكتفى به ، ثم لا يلزم أن يكون ذلك فيها دائما، ولا في كل شخص ، بل تتحقق إجابة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا وجد ذلك في أزمان أو في غالب أشخاص ، والله تعالى أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية