nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=28993ذلك بأن الله هو الحق وأن ما تدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير .
اسم الإشارة هنا تكرير لاسم الإشارة الذي سبقه ولذلك لم يعطف . ثم أخبر عنه بسبب آخر لنصر المؤمنين على المشركين بأن
nindex.php?page=treesubj&link=28663الله هو الرب الحق الذي إذا أراد فعل وقدر فهو ينصر أولياءه وأن ما يدعوه المشركون من دون الله هو الباطل فلا يستطيعون نصرهم ولا أنفسهم ينصرون . وهذا على حمل الباء في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=62بأن الله هو الحق على معنى السببية ، وهو محمل المفسرين . وسيأتي في سورة لقمان في نظيرها : أن الأظهر حمل الباء على الملابسة ليلتئم عطف ( وأن ما تدعون من دونه هو الباطل ) .
والحق : المطابق للواقع ، أي الصدق ، مأخوذ من حق الشيء إذا ثبت . والمعنى : أنه الحق في الإلهية . فالقصر في هذه الجملة المستفاد من ضمير الفصل قصر حقيقي .
وأما القصر في قوله ( وأن ما تدعون من دونه هو الباطل ) المستفاد من ضمير الفصل فهو قصر ادعائي لعدم الاعتداد بباطل غيرها حتى كأنه ليس من الباطل . وهذا مبالغة في تحقير أصنامهم لأن
[ ص: 317 ] المقام مقام مناضلة وتوعد ، وإلا فكثير من أصنام وأوثان غير العرب باطل أيضا . وقرأ
نافع ، وابن عامر ، وأبو بكر عن
عاصم ، وأبو جعفر ( تدعون ) بالتاء الفوقية على الالتفات إلى خطاب المشركين لأن الكلام السابق الذي جرت عليهم فيه ضمائر الغيبة مقصود منه إسماعهم والتعريض باقتراب الانتصار عليهم . وقرأ البقية بالتحتية على طريقة الكلام السابق . وعلو الله : مستعار للجلال والكمال التام .
والكبر : مستعار لتمام القدرة ، أي هو العلي الكبير دون الأصنام التي تعبدونها إذ ليس لها كمال ولا قدرة ببرهان المشاهدة .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=28993ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ .
اسْمُ الْإِشَارَةِ هُنَا تَكْرِيرٌ لِاسْمِ الْإِشَارَةِ الَّذِي سَبَقَهُ وَلِذَلِكَ لَمْ يُعْطَفْ . ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْهُ بِسَبَبٍ آخَرَ لِنَصْرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ بِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28663اللَّهَ هُوَ الرَّبُّ الْحَقُّ الَّذِي إِذَا أَرَادَ فَعَلَ وَقَدَّرَ فَهُوَ يَنْصُرُ أَوْلِيَاءَهُ وَأَنَّ مَا يَدْعُوهُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ هُوَ الْبَاطِلُ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ . وَهَذَا عَلَى حَمْلِ الْبَاءِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=62بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ عَلَى مَعْنَى السَّبَبِيَّةِ ، وَهُوَ مَحْمِلُ الْمُفَسِّرِينَ . وَسَيَأْتِي فِي سُورَةِ لُقْمَانَ فِي نَظِيرِهَا : أَنَّ الْأَظْهَرَ حَمْلُ الْبَاءِ عَلَى الْمُلَابَسَةِ لِيَلْتَئِمَ عَطْفُ ( وَأَنَّ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ) .
وَالْحَقُّ : الْمُطَابِقُ لِلْوَاقِعِ ، أَيِ الصِّدْقُ ، مَأْخُوذٌ مِنْ حَقَّ الشَّيْءُ إِذَا ثَبَتَ . وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ الْحَقُّ فِي الْإِلَهِيَّةِ . فَالْقَصْرُ فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ الْمُسْتَفَادُ مِنْ ضَمِيرِ الْفَصْلِ قَصْرٌ حَقِيقِيٌّ .
وَأَمَّا الْقَصْرُ فِي قَوْلِهِ ( وَأَنَّ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ) الْمُسْتَفَادُ مِنْ ضَمِيرِ الْفَصْلِ فَهُوَ قَصْرٌ ادِّعَائِيٌّ لِعَدَمِ الِاعْتِدَادِ بِبَاطِلٍ غَيْرِهَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْبَاطِلِ . وَهَذَا مُبَالَغَةٌ فِي تَحْقِيرِ أَصْنَامِهِمْ لِأَنَّ
[ ص: 317 ] الْمَقَامَ مَقَامُ مُنَاضَلَةٍ وَتَوَعُّدٍ ، وَإِلَّا فَكَثِيرٌ مِنْ أَصْنَامِ وَأَوْثَانِ غَيْرِ الْعَرَبِ بَاطِلٌ أَيْضًا . وَقَرَأَ
نَافِعٌ ، وَابْنُ عَامِرٍ ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ ( تَدْعُونَ ) بِالتَّاءِ الْفَوْقِيَّةِ عَلَى الِالْتِفَاتِ إِلَى خِطَابِ الْمُشْرِكِينَ لِأَنَّ الْكَلَامَ السَّابِقَ الَّذِي جَرَتْ عَلَيْهِمْ فِيهِ ضَمَائِرُ الْغَيْبَةِ مَقْصُودٌ مِنْهُ إِسْمَاعُهُمْ وَالتَّعْرِيضُ بِاقْتِرَابِ الِانْتِصَارِ عَلَيْهِمْ . وَقَرَأَ الْبَقِيَّةُ بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى طَرِيقَةِ الْكَلَامِ السَّابِقِ . وَعُلُوُّ اللَّهِ : مُسْتَعَارٌ لِلْجَلَالِ وَالْكَمَالِ التَّامِّ .
وَالْكِبَرُ : مُسْتَعَارٌ لِتَمَامِ الْقُدْرَةِ ، أَيْ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ دُونَ الْأَصْنَامِ الَّتِي تَعْبُدُونَهَا إِذْ لَيْسَ لَهَا كَمَالٌ وَلَا قُدْرَةٌ بِبُرْهَانِ الْمُشَاهَدَةِ .