الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
قلت: أما "المعتزلة" فطريقتهم هي طريقة الأعراض: هم أهل هذه الطريقة وأشهر الطوائف بها، وعنهم تلقاها من تلقاها من [ الأشاعرة ]، وبمثل هذه الطريقة ولوازمها كثر ذم [ ص: 161 ] السلف والأئمة لهم فيما ذموه من الكلام، ومن الجهمية فإنهم من أشهر الطوائف بهذا الكلام المبني على هذه الطريقة -طريقة الأعراض والجواهر- ومذهب الجهمية الذي هو نفي الصفات؛ إذ البدع المضافة إلى الأشعرية هي بقايا من أصولهم، وبذلك نعتهم من نعتهم من أهل الحديث والفقهاء والصوفية والفلاسفة أيضا كما ذكره أبو نصر في رسالته إلى أهل [ ص: 162 ] زبيد، قال: (ولقد حكى لي محمد بن عبد الله المالكي المغربي وكان فقيها صالحا، عن الشيخ أبي سعيد البرقي وهو من شيوخ فقهاء المالكيين ببرقة، عن أستاذه خلف المعلم، وكان من فقهاء [ ص: 163 ] المالكيين أنه قال: الأشعري أقام أربعين سنة على الاعتزال ثم أظهر التوبة فرجع عن الفروع، وثبت على الأصول ) قال أبو نصر: (وهذا كلام خبير بمذهب الأشعري وعودته ).

قلت: وسبب هذا مقدمات هذه الحجة ونحوها حيث لم يبطلها.

التالي السابق


الخدمات العلمية