nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=74nindex.php?page=treesubj&link=28993_19050ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز
تذييل للمثل بأن عبادتهم الأصنام مع الله استخفاف بحق إلهيته تعالى إذ أشركوا معه في أعظم الأوصاف أحقر الموصوفين ، وإذ استكبروا عند تلاوة آياته تعالى عليهم ، وإذ هموا بالبطش برسوله .
والقدر : العظمة : وفعل قدر يفيد أنه عامل بقدره . فالمعنى : ما عظموه حق تعظيمه إذ أشركوا معه الضعفاء العجز وهو الغالب القوي . وقد تقدم تفسيره في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء في سورة الأنعام .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=74إن الله لقوي عزيز تعليل لمضمون الجملة قبلها ، فإن ما أشركوهم مع الله في العبادة كل ضعيف ذليل فما قدروه حق قدره لأنه قوي عزيز فكيف يشاركه الضعيف الذليل . والعدول عن أن يقال : ما قدرتم الله حق قدره إلى أسلوب الغيبة ، التفات تعريضا بهم بأنهم
[ ص: 343 ] ليسوا أهلا للمخاطبة وتوبيخا لهم ، وبذلك يندمج في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=74إن الله لقوي عزيز تهديد لهم بأنه ينتقم منهم على وقاحتهم .
وتوكيد الجملة بحرف التوكيد ولام الابتداء مع أن مضمونها مما لا يختلف فيه لتنزيل علمهم بذلك منزلة الإنكار لأنهم لم يجروا على موجب العلم حين أشركوا مع القوي العزيز ضعفاء أذلة .
والقوي : من أسمائه تعالى . وهو مستعمل في القدرة على كل مراد له .
والعزيز : من أسمائه ، وهو بمعنى : الغالب لكل معاند .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=74nindex.php?page=treesubj&link=28993_19050مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لِقَوِيٌّ عَزِيزٌ
تَذْيِيلٌ لِلْمَثَلِ بِأَنَّ عِبَادَتَهُمُ الْأَصْنَامَ مَعَ اللَّهِ اسْتِخْفَافٌ بِحَقِّ إِلَهِيَّتِهِ تَعَالَى إِذْ أَشْرَكُوا مَعَهُ فِي أَعْظَمِ الْأَوْصَافِ أَحْقَرَ الْمَوْصُوفِينَ ، وَإِذِ اسْتَكْبَرُوا عِنْدَ تِلَاوَةِ آيَاتِهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ ، وَإِذْ هَمُّوا بِالْبَطْشِ بِرَسُولِهِ .
وَالْقَدْرُ : الْعَظَمَةُ : وَفِعْلُ قَدَرَ يُفِيدُ أَنَّهُ عَامِلٌ بِقَدْرِهِ . فَالْمَعْنَى : مَا عَظَّمُوهُ حَقَّ تَعْظِيمِهِ إِذْ أَشْرَكُوا مَعَهُ الضُّعَفَاءَ الْعُجَّزَ وَهُوَ الْغَالِبُ الْقَوِيُّ . وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=74إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ تَعْلِيلٌ لِمَضْمُونِ الْجُمْلَةِ قَبْلَهَا ، فَإِنَّ مَا أَشْرَكُوهُمْ مَعَ اللَّهِ فِي الْعِبَادَةِ كُلُّ ضَعِيفٍ ذَلِيلٍ فَمَا قَدَرُوهُ حَقَّ قَدْرِهِ لِأَنَّهُ قَوِيٌّ عَزِيزٌ فَكَيْفَ يُشَارِكُهُ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ . وَالْعُدُولُ عَنْ أَنْ يُقَالَ : مَا قَدَرْتُمُ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِلَى أُسْلُوبِ الْغَيْبَةِ ، الْتِفَاتٌ تَعْرِيضًا بِهِمْ بِأَنَّهُمْ
[ ص: 343 ] لَيْسُوا أَهْلًا لِلْمُخَاطَبَةِ وَتَوْبِيخًا لَهُمْ ، وَبِذَلِكَ يَنْدَمِجُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=74إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ تَهْدِيدٌ لَهُمْ بِأَنَّهُ يَنْتَقِمُ مِنْهُمْ عَلَى وَقَاحَتِهِمْ .
وَتَوْكِيدُ الْجُمْلَةِ بِحَرْفِ التَّوْكِيدِ وَلَامِ الِابْتِدَاءِ مَعَ أَنَّ مَضْمُونَهَا مِمَّا لَا يُخْتَلَفُ فِيهِ لِتَنْزِيلِ عِلْمِهِمْ بِذَلِكَ مَنْزِلَةَ الْإِنْكَارِ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَجْرُوا عَلَى مُوجِبِ الْعِلْمِ حِينَ أَشْرَكُوا مَعَ الْقَوِيِّ الْعَزِيزِ ضُعَفَاءَ أَذِلَّةً .
وَالْقَوِيُّ : مِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى . وَهُوَ مُسْتَعْمَلٌ فِي الْقُدْرَةِ عَلَى كُلِّ مُرَادٍ لَهُ .
وَالْعَزِيزُ : مِنْ أَسْمَائِهِ ، وَهُوَ بِمَعْنَى : الْغَالِبِ لِكُلِّ مُعَانِدٍ .