الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 71 ] - 6 - أسباب النزول

نزل القرآن ليهدي الإنسانية إلى المحجة الواضحة ، ويرشدها إلى الطريق المستقيم ، ويقيم لها أسس الحياة الفاضلة التي تقوم دعامتها على الإيمان بالله ورسالاته ، ويقرر أحوال الماضي ، ووقائع الحاضر ، وأخبار المستقبل .

وأكثر القرآن نزل ابتداء لهذه الأهداف العامة ، ولكن الصحابة رضي الله عنهم في حياتهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد شاهدوا أحداث السيرة ، وقد يقع بينهم حادث خاص يحتاج إلى بيان شريعة الله فيه ، أو يلتبس عليهم أمر فيسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنه لمعرفة حكم الإسلام فيه ، فيتنزل القرآن لذلك الحادث ، أو لهذا السؤال الطارئ ، ومثل هذا يعرف بأسباب النزول .

عناية العلماء به

وقد اعتنى الباحثون في علوم القرآن بمعرفة سبب النزول ، ولمسوا شدة الحاجة إليه في تفسير القرآن فأفرده جماعة منهم بالتأليف ، ومن أشهرهم : " علي بن المديني " شيخ البخاري ، ثم " الواحدي “ ، في كتابه " أسباب النزول " ، ثم " الجعبري “ ، الذي اختصر كتاب " الواحدي " بحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئا ، ثم شيخ الإسلام " ابن حجر “ ، الذي ألف كتابا في أسباب النزول اطلع السيوطي على جزء من مسودته ولم يتيسر له الوقوف عليه كاملا ، ثم [ ص: 72 ] "السيوطي" الذي قال عن نفسه: "وقد ألفت فيه كتابا حافلا موجزا محررا لم يؤلف مثله في هذا النوع، سميته "لباب النقول في أسباب النزول"

التالي السابق


الخدمات العلمية