الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
«البحث الخامس في nindex.php?page=treesubj&link=29662تمايز الأرواح بعد مفارقتها الأبدان» نص ابن القيم على أن كل روح تأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها، وأن تمايز الأرواح أعظم من تمايز الأبدان إلا أنه زعم أنه لا يمكن التمايز بينها على القول بأنها جوهر مجرد عن المادة وفيه نظر؛ فإن القائلين بذلك قائلون بالتمايز أيضا باعتبار ما يحصل لها من التعلق بالبدن أو بنحو آخر من التمايز، وذكر الشيخ إبراهيم الكوراني في بعض رسائله أن الأرواح بعد مفارقتها أبدانها المخصوصة تتعلق بأبدان أخر مثالية حسبما يليق بها وإلى ذلك الإشارة بالطير الخضر في حديث الشهداء ففي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ذراري المؤمنين أرواحهم في عصافير في شجر في الجنة.
أي إنها تكون في أبدان على تلك الصور، ويؤيد ذلك رواية nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: nindex.php?page=hadith&LINKID=679304«أرواح الشهداء عند الله تعالى كطير خضر».
وفي لفظ عن كعب: nindex.php?page=hadith&LINKID=663935«أرواح الشهداء طير خضر».
ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: «في صورة طير بيض».
وفي رواية علي بن عثمان اللاحقي عن مكحول nindex.php?page=hadith&LINKID=661821أن ذراري المؤمنين أرواحهم عصافير في الجنة.
وعلى هذا يكون إنكار قوم من المتكلمين خبر في أجواف طير، وكذا خبر: في عصافير؛ لما في ذلك من تعلق روحين في بدن واحد وقد قالوا باستحالته ناشئا من عدم التأمل والتثبت؛ لأنه على ما قررنا لا يكون للطائر روح غير روح الشهيد على أنه لو بقي الخبر على ظاهره لم يلزم محال؛ لجواز أن تكون الروح في جوف الطير على نحو كون الجنين في بطن أمه فتدبر.