nindex.php?page=treesubj&link=31884_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=54واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=55وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا "؛ وقد أفرد القرآن
إسماعيل بالذكر; لأنه كان يقيم بالبلاد العربية؛ وأقام هو وأمه حول الكعبة؛ لسدانتها وحراستها؛ وإفراده بالذكر تشريف له وإكرام؛ فإذا كان أخوه
إسحاق - عليه السلام - أبا أنبياء بني إسرائيل؛ الذين قاموا بتنفيذ التوراة وتفسيرها؛ فإن من ذرية
إسماعيل - عليه السلام - خاتم النبيين؛ الذي جاء بالكتاب المهيمن على كل الكتب المنزلة؛ والذي فيه كل الأنبياء ومعجزاتهم.
[ ص: 4659 ] والكتاب - كما ذكر - هو القرآن؛ وهو أكمل الكتب؛ كما نوهنا؛ ولأن الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - فالكتاب يكون هو الكتاب الذي نزل عليه؛ وهو القرآن؛ وقد ذكرنا وجوه كماله؛ وأنه سجل الأنبياء وشرائعهم الباقية ومعجزاتهم؛ ولا ترى لها مصدرا متواترا صادقا سواه؛ كما ذكرنا.
وقد وصفه الله (تعالى) بأربعة أوصاف تدل على الكمال الإنساني؛ الذي لا يعلو عليه كمال؛ الوصف الأول: أنه كان
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=54صادق الوعد أي: إذا وعد لا يخيس؛ ولا يكذب؛ بل ينفذه؛ وكل الأنبياء كذلك؛ ولكن وصف الله به
إسماعيل؛ لأنه كان أخص أوصافه؛ واشتهر به؛ فإن
إبراهيم أباه عندما رأى
nindex.php?page=treesubj&link=31885الرؤيا بذبح إسماعيل؛ لم يجبن
إسماعيل؛ بل قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102ستجدني إن شاء الله من الصابرين ؛ وصدق وعده؛ فاستعد لأن يذبح؛ وقال الله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=104يا إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=105قد صدقت الرؤيا ؛ فهو
nindex.php?page=treesubj&link=31885الذبيح الأول؛ وصدق الوعد؛ والوفاء به؛ والرضا بتنفيذه؛ وعدم الحيف فيه؛ وقد كان
إسماعيل كذلك فيما وعد وأوفى.
الوصف الثاني: أنه كان "رسولا نبيا "؛ كما قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=54وكان رسولا نبيا فقد جاء بشرائع؛ ومنحه الله (تعالى) النبوة؛ فقد كان ينزل عليه الوحي؛ ويكلمه الله (تعالى) بإحدى طرق الكلام؛ كما قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا ؛ وقد يقال: إن شريعته كانت شريعة أبيه
إبراهيم؛ ونقول: إنه أرسل بها؛ ولا مانع من أن يخاطب بالشريعة الواحدة رسولان؛ وقد ذكر الله (تعالى) أن
إبراهيم كان رسولا؛
وإسماعيل كان رسولا نبيا.
الوصف الثالث: وهو عملي؛ لأنه:
nindex.php?page=treesubj&link=31884_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=54وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=55وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا "؛ وَقَدْ أَفْرَدَ الْقُرْآنُ
إِسْمَاعِيلَ بِالذِّكْرِ; لِأَنَّهُ كَانَ يُقِيمُ بِالْبِلَادِ الْعَرَبِيَّةِ؛ وَأَقَامَ هُوَ وَأَمُّهُ حَوْلَ الْكَعْبَةِ؛ لِسِدَانَتِهَا وَحِرَاسَتِهَا؛ وَإِفْرَادُهُ بِالذِّكْرِ تَشْرِيفٌ لَهُ وَإِكْرَامٌ؛ فَإِذَا كَانَ أَخُوهُ
إِسْحَاقُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَبَا أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ الَّذِينَ قَامُوا بِتَنْفِيذِ التَّوْرَاةِ وَتَفْسِيرِهَا؛ فَإِنَّ مِنْ ذُرِّيَّةِ
إِسْمَاعِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - خَاتَمَ النَّبِيِّينَ؛ الَّذِي جَاءَ بِالْكِتَابِ الْمُهَيْمِنِ عَلَى كُلِّ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ؛ وَالَّذِي فِيهِ كُلُّ الْأَنْبِيَاءِ وَمُعْجِزَاتُهُمْ.
[ ص: 4659 ] وَالْكِتَابُ - كَمَا ذُكِرَ - هُوَ الْقُرْآنُ؛ وَهُوَ أَكْمَلُ الْكُتُبِ؛ كَمَا نَوَّهْنَا؛ وَلِأَنَّ الْخِطَابَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَالْكِتَابُ يَكُونُ هُوَ الْكِتَابَ الَّذِي نَزَلَ عَلَيْهِ؛ وَهُوَ الْقُرْآنُ؛ وَقَدْ ذَكَرْنَا وُجُوهَ كَمَالِهِ؛ وَأَنَّهُ سِجِلُّ الْأَنْبِيَاءِ وَشَرَائِعِهِمُ الْبَاقِيَةِ وَمُعْجِزَاتِهِمْ؛ وَلَا تَرَى لَهَا مَصْدَرًا مُتَوَاتِرًا صَادِقًا سِوَاهُ؛ كَمَا ذَكَرْنَا.
وَقَدْ وَصَفَهُ اللَّهُ (تَعَالَى) بِأَرْبَعَةِ أَوْصَافٍ تَدُلُّ عَلَى الْكَمَالِ الْإِنْسَانِيِّ؛ الَّذِي لَا يَعْلُو عَلَيْهِ كَمَالٌ؛ الْوَصْفُ الْأَوَّلُ: أَنَّهُ كَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=54صَادِقَ الْوَعْدِ أَيْ: إِذَا وَعَدَ لَا يَخِيسُ؛ وَلَا يَكْذِبُ؛ بَلْ يُنَفِّذُهُ؛ وَكُلُّ الْأَنْبِيَاءِ كَذَلِكَ؛ وَلَكِنْ وَصَفَ اللَّهُ بِهِ
إِسْمَاعِيلَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَخَصَّ أَوْصَافِهِ؛ وَاشْتُهِرَ بِهِ؛ فَإِنَّ
إِبْرَاهِيمَ أَبَاهُ عِنْدَمَا رَأَى
nindex.php?page=treesubj&link=31885الرُّؤْيَا بِذَبْحِ إِسْمَاعِيلَ؛ لَمْ يَجْبُنْ
إِسْمَاعِيلُ؛ بَلْ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ؛ وَصَدَقَ وَعْدَهُ؛ فَاسْتَعَدَّ لِأَنْ يُذْبَحَ؛ وَقَالَ اللَّهُ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=104يَا إِبْرَاهِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=105قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ؛ فَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=31885الذَّبِيحُ الْأَوَّلُ؛ وَصَدَقَ الْوَعْدَ؛ وَالْوَفَاءَ بِهِ؛ وَالرِّضَا بِتَنْفِيذِهِ؛ وَعَدَمَ الْحَيْفِ فِيهِ؛ وَقَدْ كَانَ
إِسْمَاعِيلُ كَذَلِكَ فِيمَا وَعَدَ وَأَوْفَى.
اَلْوَصْفُ الثَّانِي: أَنَّهُ كَانَ "رَسُولًا نَبِيًّا "؛ كَمَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=54وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا فَقَدْ جَاءَ بِشَرَائِعَ؛ وَمَنَحَهُ اللَّهُ (تَعَالَى) النُّبُوَّةَ؛ فَقَدْ كَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ؛ وَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ (تَعَالَى) بِإِحْدَى طُرُقِ الْكَلَامِ؛ كَمَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا ؛ وَقَدْ يُقَالُ: إِنَّ شَرِيعَتَهُ كَانَتْ شَرِيعَةَ َأَبِيهِ
إِبْرَاهِيمَ؛ وَنَقُولُ: إِنَّهُ أُرْسِلَ بِهَا؛ وَلَا مَانِعَ مِنْ أَنْ يُخَاطَبَ بِالشَّرِيعَةِ الْوَاحِدَةِ رَسُولَانِ؛ وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ (تَعَالَى) أَنَّ
إِبْرَاهِيمَ كَانَ رَسُولًا؛
وَإِسْمَاعِيلَ كَانَ رَسُولًا نَبِيًّا.
اَلْوَصْفُ الثَّالِثُ: وَهُوَ عَمَلِيٌّ؛ لِأَنَّهُ: