الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها توفي القاضي بهاء الدين يوسف بن رافع ، بن تميم بن شداد الحلبي أحد رؤسائها من بيت العلم والسيادة ، له علم بالتواريخ وأيام الناس وغير ذلك ، وقد سمع الكثير وحدث .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      والشيخ شهاب الدين عبد السلام بن المطهر بن عبد الله بن محمد بن عصرون الحلبي أيضا ، كان فقيها زاهدا عابدا ، وكانت له نحو من عشرين سرية ، وكان شيخا يكثر من الجماع ، فاعترته أمراض مختلفة فأتلفته . ومات بدمشق ، ودفن بقاسيون ، وهو والد قطب الدين وتاج الدين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 221 ] والشيخ الإمام العالم صائن الدين أبو محمد عبد العزيز الجيلي الشافعي ، أحد الفقهاء المفتين المشتغلين بالمدرسة النظامية ببغداد ، وله شرح على التنبيه للشيخ أبي إسحاق ، توفي في ربيع الأول - رحمه الله تعالى - .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ الإمام العالم الخطيب الأديب ، أبو محمد حمد بن حميد بن محمود بن حميد بن أبي الحسن بن أبي الفرج بن مفتاح التميمي الدنيسري

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخطيب بها ، والمفتي لأهلها ، الفقيه الشافعي ، تفقه ببغداد بالنظامية ، ثم عاد إلى بلده المشار إليها ، وقد صنف كتبا . وأنشد عنه ابن الساعي سماعا منه :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      روت لي أحاديث الغرام صبابتي بإسنادها عن بانة العلم الفرد     وحدثني مر النسيم عن الحمى
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عن الدوح عن وادي الغضا عن ربا نجد     بأن غرامي والأسى قد تلازما
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فلن يبرحا حتى أوسد في لحدي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد أرخ أبو شامة في الذيل وفاة الشهاب السهروردي صاحب " عوارف المعارف " في هذه السنة ، وذكر أن مولده في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ، وأنه جاوز التسعين . وأما السبط فإنما أرخ وفاته في سنة ثلاثين كما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قاضي القضاة بحلب

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة بن محمد الأسدي الموصلي الشافعي ، كان رجلا فاضلا أديبا مقرئا ، ذا وجاهة [ ص: 222 ] عند الملوك ، أقام بحلب ، وولي القضاء بها ، وله تصانيف وشعر ، توفي في هذه السنة - رحمه الله تعالى - .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ابن الفارض

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ناظم التائية في السلوك على طريقة المتصوفة المنسوبين إلى الاتحاد ، هو أبو حفص عمر بن أبي الحسن علي بن المرشد بن علي ، الحموي الأصل ، المصري المولد والدار والوفاة ، وكان أبوه يكتب فروض النساء والرجال ، وقد تكلم فيه غير واحد من مشايخنا بسبب قصيدته المشار إليها . وقد ذكره شيخنا أبو عبد الله الذهبي في ميزانه وحط عليه . مات في هذه السنة وقد قارب الستين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية