nindex.php?page=treesubj&link=28989قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وربطنا على قلوبهم عبارة عن شدة عزم وقوة صبر ، أعطاها الله لهم حتى قالوا بين يدي الكفار :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا .
[ ص: 328 ] ولما كان الفزع وخور النفس يشبه بالتناسب الانحلال حسن في شدة النفس وقوة التصميم أن يشبه الربط ; ومنه يقال : فلان رابط الجأش ، إذا كان لا تفرق نفسه عند الفزع والحرب وغيرها . ومنه الربط على قلب
أم موسى . وقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام وقد تقدم .
قوله تعالى : إذ قاموا فقالوا فيه مسألتان :
الأولى : قوله - تعالى - : إذ قاموا فقالوا يحتمل ثلاثة معان : أحدها : أن يكون هذا وصف مقامهم بين يدي الملك الكافر - كما تقدم ، وهو مقام يحتاج إلى الربط على القلب حيث خالفوا دينه ، ورفضوا في ذات الله هيبته . والمعنى الثاني فيما قيل : إنهم أولاد عظماء تلك المدينة ، فخرجوا واجتمعوا وراء تلك المدينة من غير ميعاد ; فقال أسنهم : إني أجد في نفسي أن ربي رب السماوات والأرض ; فقالوا ونحن كذلك نجد في أنفسنا . فقاموا جميعا فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا . أي لئن دعونا إلها غيره فقد قلنا إذا جورا ومحالا . والمعنى الثالث : أن يعبر بالقيام عن انبعاثهم بالعزم إلى الهروب إلى الله - تعالى - ومنابذة الناس ; كما تقول : قام فلان إلى أمر كذا إذا عزم عليه بغاية الجد .
الثانية : قال
ابن عطية : تعلقت الصوفية في القيام والقول بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض .
قلت : وهذا تعلق غير صحيح هؤلاء قاموا فذكروا الله على هدايته ، وشكروا لما أولاهم من نعمه ونعمته ، ثم هاموا على وجوههم منقطعين إلى ربهم خائفين من قومهم ; وهذه سنة الله في الرسل والأنبياء والفضلاء الأولياء . أين هذا من ضرب الأرض بالأقدام والرقص بالأكمام وخاصة في هذه الأزمان عند سماع الأصوات الحسان من المرد والنسوان ; هيهات بينهما والله ما بين الأرض والسماء . ثم هذا حرام عند جماعة العلماء ، على ما يأتي بيانه في سورة لقمان إن شاء الله - تعالى - . وقد تقدم في " سبحان " عند قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=37ولا تمش في الأرض مرحا ما فيه كفاية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14702الإمام أبو بكر الطرسوسي وسئل عن مذهب
الصوفية فقال : وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب
السامري ; لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون ; فهو دين الكفار وعباد العجل ، على ما يأتي .
nindex.php?page=treesubj&link=28989قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ عِبَارَةٌ عَنْ شِدَّةِ عَزْمٍ وَقُوَّةِ صَبْرٍ ، أَعْطَاهَا اللَّهُ لَهُمْ حَتَّى قَالُوا بَيْنَ يَدَيِ الْكُفَّارِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا .
[ ص: 328 ] وَلَمَّا كَانَ الْفَزَعُ وَخَوَرُ النَّفْسِ يُشْبِهُ بِالتَّنَاسُبِ الِانْحِلَالَ حَسُنَ فِي شِدَّةِ النَّفْسِ وَقُوَّةِ التَّصْمِيمِ أَنْ يُشْبِهَ الرَّبْطَ ; وَمِنْهُ يُقَالُ : فُلَانٌ رَابِطُ الْجَأْشِ ، إِذَا كَانَ لَا تَفْرَقُ نَفْسُهُ عِنْدَ الْفَزَعِ وَالْحَرْبِ وَغَيْرِهَا . وَمِنْهُ الرَّبْطُ عَلَى قَلْبِ
أُمِّ مُوسَى . وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ وَقَدْ تَقَدَّمَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : إِذْ قَامُوا فَقَالُوا فِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْأُولَى : قَوْلُهُ - تَعَالَى - : إِذْ قَامُوا فَقَالُوا يَحْتَمِلُ ثَلَاثَةَ مَعَانٍ : أَحَدُهَا : أَنْ يَكُونَ هَذَا وَصْفَ مَقَامِهِمْ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ الْكَافِرِ - كَمَا تَقَدَّمَ ، وَهُوَ مَقَامٌ يَحْتَاجُ إِلَى الرَّبْطِ عَلَى الْقَلْبِ حَيْثُ خَالَفُوا دِينَهُ ، وَرَفَضُوا فِي ذَاتِ اللَّهِ هَيْبَتَهُ . وَالْمَعْنَى الثَّانِي فِيمَا قِيلَ : إِنَّهُمْ أَوْلَادُ عُظَمَاءِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ ، فَخَرَجُوا وَاجْتَمَعُوا وَرَاءَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ مِيعَادٍ ; فَقَالَ أَسَنُّهُمْ : إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي أَنَّ رَبِّي رَبُّ السَماوَاتِ وَالْأَرْضِ ; فَقَالُوا وَنَحْنُ كَذَلِكَ نَجِدُّ فِي أَنْفُسِنَا . فَقَامُوا جَمِيعًا فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا . أَيْ لَئِنْ دَعَوْنَا إِلَهًا غَيْرَهُ فَقَدْ قُلْنَا إِذًا جَوْرًا وَمُحَالًا . وَالْمَعْنَى الثَّالِثُ : أَنْ يُعَبَّرَ بِالْقِيَامِ عَنِ انْبِعَاثِهِمْ بِالْعَزْمِ إِلَى الْهُرُوبِ إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى - وَمُنَابَذَةِ النَّاسِ ; كَمَا تَقُولُ : قَامَ فُلَانٌ إِلَى أَمْرِ كَذَا إِذَا عَزَمَ عَلَيْهِ بِغَايَةِ الْجِدِّ .
الثَّانِيَةُ : قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : تَعَلَّقَتِ الصُّوفِيَّةُ فِي الْقِيَامِ وَالْقَوْلِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .
قُلْتُ : وَهَذَا تَعَلُّقٌ غَيْرُ صَحِيحٍ هَؤُلَاءِ قَامُوا فَذَكَرُوا اللَّهَ عَلَى هِدَايَتِهِ ، وَشَكَرُوا لِمَا أَوْلَاهُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَنِعْمَتِهِ ، ثُمَّ هَامُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ مُنْقَطِعِينَ إِلَى رَبِّهِمْ خَائِفِينَ مِنْ قَوْمِهِمْ ; وَهَذِهِ سُنَّةُ اللَّهِ فِي الرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالْفُضَلَاءِ الْأَوْلِيَاءِ . أَيْنَ هَذَا مِنْ ضَرْبِ الْأَرْضِ بِالْأَقْدَامِ وَالرَّقْصِ بِالْأَكْمَامِ وَخَاصَّةً فِي هَذِهِ الْأَزْمَانِ عِنْدَ سَمَاعِ الْأَصْوَاتِ الْحِسَانِ مِنَ الْمُرْدِ وَالنِّسْوَانِ ; هَيْهَاتَ بَيْنَهُمَا وَاللَّهِ مَا بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ . ثُمَّ هَذَا حَرَامٌ عِنْدَ جَمَاعَةِ الْعُلَمَاءِ ، عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ فِي سُورَةِ لُقْمَانَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ - تَعَالَى - . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " سُبْحَانَ " عِنْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=37وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا مَا فِيهِ كِفَايَةٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14702الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الطَّرَسُوسِيُّ وَسُئِلَ عَنْ مَذْهَبِ
الصُّوفِيَّةِ فَقَالَ : وَأَمَّا الرَّقْصُ وَالتَّوَاجُدُ فَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَهُ أَصْحَابُ
السَّامِرِيِّ ; لَمَّا اتَّخَذَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ قَامُوا يَرْقُصُونَ حَوَالَيْهِ وَيَتَوَاجَدُونَ ; فَهُوَ دِينُ الْكُفَّارِ وَعُبَّادِ الْعِجْلِ ، عَلَى مَا يَأْتِي .