nindex.php?page=treesubj&link=31808_33679_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=67أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا الواو عاطفة على فعل مذكور مشار إليه فيما سبق؛ وتقديره: "أيقول ذلك ولا يذكر الإنسان "؛
[ ص: 4673 ] أو الواو عاطفة ومقامها التقديم؛ وأخرت؛ لأن الاستفهام له الصدارة؛ والاستفهام هنا إنكاري؛ بمعنى إنكار الواقع؛ وإنكار الواقع توبيخ؛ أي: "أيقول ذلك؛ ولا يذكر أنه خلق ولم يك شيئا؟! "؛ فهو توبيخ على هذا النسيان؛ الذي ينسى أصله؛ وكيف تكون؛ ولا ينسيه إلا الشيطان؛ وأظهر "الإنسان "؛ وكان مساق القول ألا يظهر؛ وذلك لانصباب التوبيخ عليه؛ ولتأكيد النسيان الذي هو طبيعة في الحياة الإنسانية؛ إذ هي تنسى ما يغيب عنها؛ ولا تذكر؛ ولقد قال الله (تعالى) - في مساق التوبيخ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=67أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا أي: لا وجود له؛ ولا شك أن الخلق من غير صورة؛ وابتداء الإنشاء من طين؛ وتصويره نطفة؛ فعلقة؛ فمضغة مخلقة؛ وغير مخلقة؛ أصعب من إعادته مصورا؛ يمر على هذه الأدوار التكوينية؛ بل كان بمجرد قوله: "كن "؛ فيكون؛ وبمجرد النفخ في الصور؛ وقد قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29كما بدأكم تعودون ؛ وإن جمع الأجزاء المتناثرة أقل صعوبة من إنشائها؛ وإبداعها؛ قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قل كونوا حجارة أو حديدا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة
ولقد
nindex.php?page=treesubj&link=30335أكد الله البعث بالقسم برب الوجود؛ مضافا إلى سيد الوجود؛ فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=31808_33679_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=67أَوَلا يَذْكُرُ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا اَلْوَاوُ عَاطِفَةٌ عَلَى فِعْلٍ مَذْكُورٍ مُشَارٍ إِلَيْهِ فِيمَا سَبَقَ؛ وَتَقْدِيرُهُ: "أَيَقُولُ ذَلِكَ وَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ "؛
[ ص: 4673 ] أَوِ الْوَاوُ عَاطِفَةٌ وَمَقَامُهَا التَّقْدِيمُ؛ وَأُخِّرَتْ؛ لِأَنَّ الِاسْتِفْهَامَ لَهُ الصَّدَارَةُ؛ وَالِاسْتِفْهَامُ هُنَا إِنْكَارِيٌّ؛ بِمَعْنَى إِنْكَارِ الْوَاقِعِ؛ وَإِنْكَارُ الْوَاقِعِ تَوْبِيخٌ؛ أَيْ: "أَيَقُولُ ذَلِكَ؛ وَلَا يَذْكُرُ أَنَّهُ خُلِقَ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا؟! "؛ فَهُوَ تَوْبِيخٌ عَلَى هَذَا النِّسْيَانِ؛ الَّذِي يَنْسَى أَصْلَهُ؛ وَكَيْفَ تَكَوَّنَ؛ وَلَا يُنْسِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ؛ وَأَظْهَرَ "اَلْإِنْسَانُ "؛ وَكَانَ مَسَاقُ الْقَوْلِ أَلَّا يُظْهِرَ؛ وَذَلِكَ لِانْصِبَابِ التَّوْبِيخِ عَلَيْهِ؛ وَلِتَأْكِيدِ النِّسْيَانِ الَّذِي هُوَ طَبِيعَةٌ فِي الْحَيَاةِ الْإِنْسَانِيَّةِ؛ إِذْ هِيَ تَنْسَى مَا يَغِيبُ عَنْهَا؛ وَلَا تَذْكُرُ؛ وَلَقَدْ قَالَ اللَّهُ (تَعَالَى) - فِي مَسَاقِ التَّوْبِيخِ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=67أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا أَيْ: لَا وُجُودَ لَهُ؛ وَلَا شَكَّ أَنَّ الْخَلْقَ مِنْ غَيْرِ صُورَةٍ؛ وَابْتِدَاءَ الْإِنْشَاءِ مِنْ طِينٍ؛ وَتَصْوِيرَهُ نُطْفَةً؛ فَعَلَقَةً؛ فَمُضْغَةً مُخَلَّقَةً؛ وَغَيْرَ مُخَلَّقَةٍ؛ أَصْعَبُ مِنْ إِعَادَتِهِ مُصَوَّرًا؛ يَمُرُّ عَلَى هَذِهِ الْأَدْوَارِ التَّكْوِينِيَّةِ؛ بَلْ كَانَ بِمُجَرَّدِ قَوْلِهِ: "كُنْ "؛ فَيَكُونُ؛ وَبِمُجَرَّدِ النَّفْخِ فِي الصُّورِ؛ وَقَدْ قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ؛ وَإِنَّ جَمْعَ الْأَجْزَاءِ الْمُتَنَاثِرَةِ أَقَلُّ صُعُوبَةً مِنْ إِنْشَائِهَا؛ وَإِبْدَاعِهَا؛ قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَلَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=30335أَكَّدَ اللَّهُ الْبَعْثَ بِالْقَسَمِ بِرَبِّ الْوُجُودِ؛ مُضَافًا إِلَى سَيِّدِ الْوُجُودِ؛ فَقَالَ: