الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب افتتاح صلاة الليل بركعتين

                                                                      1323 حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة حدثنا سليمان بن حيان عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم من الليل فليصل ركعتين خفيفتين حدثنا مخلد بن خالد حدثنا إبراهيم يعني ابن خالد عن رباح بن زيد عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال إذا بمعناه زاد ثم ليطول بعد ما شاء قال أبو داود روى هذا الحديث حماد بن سلمة وزهير بن معاوية وجماعة عن هشام عن محمد أوقفوه على أبي هريرة وكذلك رواه أيوب وابن عون أوقفوه على أبي هريرة ورواه ابن عون عن محمد قال فيهما تجوز

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( فليصل ركعتين خفيفتين ) : هذا الحديث يدل على مشروعية افتتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين لينشط بهما لما بعدهما وأخرج مسلم عن عائشة قالت " كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين " والجمع بين روايات عائشة المختلفة في حكايتها لصلاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنها ثلاث عشرة تارة وأنها إحدى عشرة أخرى بأنها ضمت هاتين الركعتين فقالت ثلاث عشرة ولم تضمهما ، فقالت إحدى عشرة ولا منافاة بين هذين الحديثين ، وبين قولها في صفة صلاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلى أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ; لأن المراد صلى أربعا بعد هاتين الركعتين .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه [ ص: 151 ] مسلم وفي رواية لأبي داود موقوفة ثم ليطول بعد ما شاء وفي أخرى فيهما تجوز انتهى .

                                                                      قال في الأزهار : المراد بهما ركعتا الوضوء ، ويستحب فيهما التخفيف لورود الروايات بتخفيفهما قولا وفعلا ، والأظهر أن الركعتين من جملة التهجد يقومان مقام تحية الوضوء لأن الوضوء ليس له صلاة على حدة فيكون فيه إشارة إلى أن من أراد أمرا يشرع فيه قليلا ليتدرج . قال الطيبي ليحصل بهما نشاط الصلاة ويعتاد بهما ثم يزيد عليهما بعد ذلك . ذكره في المرقاة . ( عن أبي هريرة قال : إذا بمعناه ) : أي إذا قام أحدكم من الليل ( وزاد ) : هذه الجملة ( ثم ليطول بعد ) : أي بعد هاتين الركعتين في بقية صلاته ( عن محمد ) : بن سيرين ( قال فيهما ) : أي في الركعتين ( تجوز ) : أي في القراءة والحاصل أن سليمان بن حيان روى عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة هذا الحديث مرفوعا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأما حماد بن سلمة وزهير وجماعة فرووه عن هشام بن حسان عن ابن سيرين موقوفا على أبي هريرة وكذلك روى أيوب وابن عون هذا الحديث عن محمد بن سيرين موقوفا على أبي هريرة . فسليمان بن حيان تفرد برفع هذا الحديث ، والفرق بين رواية ابن عون وأيوب أن أيوب قال فليصل ركعتين خفيفتين ، وقال ابن عون فليصل ركعتين وتجوز فيهما . قال في غاية المقصود : إن سليمان بن حيان ليس بمنفرد عن هشام بل تابعه محمد بن سلمة الحراني قال أحمد في مسنده حدثنا محمد بن سلمة عن هشام عن محمد بن أبي هريرة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قام أحدكم ليصلي بالليل فليبدأ بركعتين خفيفتين انتهى .




                                                                      الخدمات العلمية