قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37قال له صاحبه يهوذا أو
تمليخا ; على الخلاف في اسمه .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا وعظه وبين له أن ما اعترف به من هذه الأشياء التي لا ينكرها أحد أبدع من الإعادة . وسواك رجلا أي جعلك معتدل القامة والخلق ، صحيح الأعضاء ذكرا .
لكنا هو الله ربي كذا قرأه
أبو عبد الرحمن السلمي nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية . وروي عن
الكسائي لكن هو الله بمعنى لكن الأمر هو الله ربي ، فأضمر اسمها فيها . وقرأ الباقون " لكنا " بإثبات الألف . قال
الكسائي : فيه تقديم وتأخير ، تقديره : لكن الله هو ربي أنا ، فحذفت الهمزة من " أنا " طلبا للخفة لكثرة الاستعمال وأدغمت إحدى النونين في الأخرى وحذفت ألف " أنا " في الوصل وأثبتت في الوقف . وقال
النحاس : مذهب
الكسائي والفراء والمازني أن الأصل لكن أنا فألقيت حركة الهمزة على نون لكن وحذفت الهمزة وأدغمت النون في النون فالوقف عليها لكنا وهي ألف أنا لبيان الحركة . وقال
أبو عبيدة : الأصل لكن أنا ، فحذفت الألف فالتقت نونان فجاء بالتشديد لذلك ، وأنشدنا
الكسائي :
لهنك من عبسية لوسيمة على هنوات كاذب من يقولها
أراد : لله إنك ، فأسقط إحدى اللامين من " لله " وحذف الألف من إنك . وقال آخر فجاء به على الأصل :
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكن إياك لا أقلي
أي لكن أنا . وقال
أبو حاتم : ورووا عن
عاصم " لكنا هو الله ربي " وزعم أن هذا لحن ، يعني إثبات الألف في الإدراج . قال
الزجاج : إثبات الألف في " لكنا هو الله ربي " في الإدراج
[ ص: 362 ] جيد ; لأنه قد حذفت الألف من أنا فجاءوا بها عوضا . قال : وفي قراءة أبي " لكن أنا هو الله ربي " . وقرأ
ابن عامر والمسيلي عن
نافع ورويس عن
يعقوب " لكنا " في حال الوقف والوصل معا بإثبات الألف . وقال الشاعر :
أنا سيف العشيرة فاعرفوني حميدا قد تذريت السناما
وقال
الأعشى :
فكيف أنا وانتحال القوافي بعد المشيب كفى ذاك عارا
ولا خلاف في إثباتها في الوقف .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38هو الله ربي هو ضمير القصة والشأن والأمر ; كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38ولا أشرك بربي أحدا دل مفهومه على أن الأخ الآخر كان مشركا بالله - تعالى - يعبد غيره . ويحتمل أنه أراد لا أرى الغنى والفقر إلا منه ، وأعلم أنه لو أراد أن يسلب صاحب الدنيا دنياه قدر عليه ; وهو الذي آتاني الفقر . ويحتمل أنه أراد جحودك البعث مصيره إلى أن الله - تعالى - لا يقدر عليه ، وهو تعجيز الرب - سبحانه وتعالى - ، ومن عجزه - سبحانه وتعالى - شبهه بخلقه ; فهو إشراك .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ يَهُوذَا أَوْ
تَمْلِيخَا ; عَلَى الْخِلَافِ فِي اسْمِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا وَعَظَهُ وَبَيَّنَ لَهُ أَنَّ مَا اعْتَرَفَ بِهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الَّتِي لَا يُنْكِرُهَا أَحَدٌ أَبْدَعُ مِنَ الْإِعَادَةِ . وَسَوَّاكَ رَجُلًا أَيْ جَعَلَكَ مُعْتَدِلَ الْقَامَةِ وَالْخَلْقِ ، صَحِيحَ الْأَعْضَاءِ ذَكَرًا .
لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي كَذَا قَرَأَهُ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ . وَرُوِيَ عَنِ
الْكِسَائِيِّ لَكِنَّ هُوَ اللَّهُ بِمَعْنَى لَكِنَّ الْأَمْرَ هُوَ اللَّهُ رَبِّي ، فَأَضْمَرَ اسْمَهَا فِيهَا . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ " لَكِنَّا " بِإِثْبَاتِ الْأَلِفِ . قَالَ
الْكِسَائِيُّ : فِيهِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، تَقْدِيرُهُ : لَكِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي أَنَا ، فَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ مِنْ " أَنَا " طَلَبًا لِلْخِفَّةِ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وَأُدْغِمَتْ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِي الْأُخْرَى وَحُذِفَتْ أَلِفُ " أَنَا " فِي الْوَصْلِ وَأُثْبِتَتْ فِي الْوَقْفِ . وَقَالَ
النَّحَّاسُ : مَذْهَبُ
الْكِسَائِيِّ وَالْفَرَّاءِ وَالْمَازِنِيِّ أَنَّ الْأَصْلَ لَكِنَّ أَنَا فَأُلْقِيَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ عَلَى نُونِ لَكِنَّ وَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ وَأُدْغِمَتِ النُّونُ فِي النُّونِ فَالْوَقْفُ عَلَيْهَا لَكِنَّا وَهِيَ أَلِفُ أَنَا لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْأَصْلُ لَكِنَّ أَنَا ، فَحُذِفَتِ الْأَلِفُ فَالْتَقَتِ نُونَانِ فَجَاءَ بِالتَّشْدِيدُ لِذَلِكَ ، وَأَنْشَدَنَا
الْكِسَائِيُّ :
لَهِنَّكَ مِنْ عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمَةٌ عَلَى هَنَوَاتٍ كَاذِبٌ مَنْ يَقُولُهَا
أَرَادَ : لِلَّهِ إِنَّكَ ، فَأَسْقَطَ إِحْدَى اللَّامَيْنِ مِنْ " لِلَّهِ " وَحَذَفَ الْأَلِفَ مِنْ إِنَّكَ . وَقَالَ آخَرُ فَجَاءَ بِهِ عَلَى الْأَصْلِ :
وَتَرْمِينَنِي بِالطَّرْفِ أَيْ أَنْتَ مُذْنِبُ وَتَقْلِينَنِي لَكِنَّ إِيَّاكَ لَا أَقْلِي
أَيْ لَكِنَّ أَنَا . وَقَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : وَرَوَوْا عَنْ
عَاصِمٍ " لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي " وَزَعَمَ أَنَّ هَذَا لَحْنٌ ، يَعْنِي إِثْبَاتَ الْأَلِفِ فِي الْإِدْرَاجِ . قَالَ
الزَّجَّاجُ : إِثْبَاتُ الْأَلِفِ فِي " لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي " فِي الْإِدْرَاجِ
[ ص: 362 ] جَيِّدٌ ; لِأَنَّهُ قَدْ حُذِفَتِ الْأَلِفُ مِنْ أَنَا فَجَاءُوا بِهَا عِوَضًا . قَالَ : وَفِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ " لَكِنَّ أَنَا هُوَ اللَّهُ رَبِّي " . وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَالْمَسِيلِيُّ عَنْ
نَافِعٍ وَرُوَيْسٍ عَنْ
يَعْقُوبَ " لَكِنَّا " فِي حَالِ الْوَقْفِ وَالْوَصْلِ مَعًا بِإِثْبَاتِ الْأَلِفِ . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
أَنَا سَيْفُ الْعَشِيرَةِ فَاعْرِفُونِي حُمَيْدًا قَدْ تَذَرَّيْتُ السَّنَامَا
وَقَالَ
الْأَعْشَى :
فَكَيْفَ أَنَا وَانْتِحَالَ الْقَوَافِي بَعْدَ الْمَشِيبِ كَفَى ذَاكَ عَارًا
وَلَا خِلَافَ فِي إِثْبَاتِهَا فِي الْوَقْفِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38هُوَ اللَّهُ رَبِّي هُوَ ضَمِيرُ الْقِصَّةِ وَالشَّأْنِ وَالْأَمْرِ ; كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا دَلَّ مَفْهُومُهُ عَلَى أَنَّ الْأَخَ الْآخَرَ كَانَ مُشْرِكًا بِاللَّهِ - تَعَالَى - يَعْبُدُ غَيْرَهُ . وَيَحْتَمِلُ أَنَّهُ أَرَادَ لَا أَرَى الْغِنَى وَالْفَقْرَ إِلَّا مِنْهُ ، وَأَعْلَمُ أَنَّهُ لَوْ أَرَادَ أَنْ يَسْلُبَ صَاحِبَ الدُّنْيَا دُنْيَاهُ قَدَرَ عَلَيْهِ ; وَهُوَ الَّذِي آتَانِيَ الْفَقْرَ . وَيَحْتَمِلُ أَنَّهُ أَرَادَ جُحُودَكَ الْبَعْثَ مَصِيرُهُ إِلَى أَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَهُوَ تَعْجِيزُ الرَّبِّ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - ، وَمَنْ عَجَّزَهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - شَبَّهَهُ بِخَلْقِهِ ; فَهُوَ إِشْرَاكٌ .