الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون

                                                                                                                                                                                                                                      216 - كتب عليكم القتال فرض عليكم جهاد الكفار وهو كره لكم من الكراهة، فوضع المصدر موضع الوصف مبالغة كقولها:

                                                                                                                                                                                                                                      فإنما هي إقبال وإدبار

                                                                                                                                                                                                                                      كأنه فى نفسه كراهة; لفرط كراهتهم له، أو هو فعل بمعنى مفعول، كالخبز بمعنى المخبوز، أي: وهو مكروه لكم، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم فأنتم تكرهون الغزو، وفيه إحدى الحسنيين: إما الظفر والغنيمة، وإما الشهادة والجنة. وعسى أن تحبوا شيئا وهو القعود عن الغزو وهو شر لكم لما فيه من الذل، والفقر وحرمان الغنيمة والأجر. والله يعلم ما هو خير لكم وأنتم لا تعلمون ذلك، فبادروا إلى ما يأمركم به وإن شق عليكم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 180 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية