الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كفر من قال: اتخذ الله ولدا

                                                          قال الله (تعالى): وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم [ ص: 4689 ] الرحمن ودا فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا

                                                          هذا هو القسم الثاني من الكافرين؛ والأول قد ذكرناه؛ وهم الذين يعبدون غير الله؛ من أوثان؛ ونار؛ وكواكب؛ وشمس؛ وبعد أن بين مآلهم؛ وعاقبتهم يوم القيامة؛ ذكر الذين فجروا وكذبوا على الله (تعالى): وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سرى هنا إلى الذين قالوا: إنا نصارى؛ من الأفلاطونية الحديثة؛ والأفلاطونية الحديثة أخذتها من الهند؛ حيث إن البراهمة قالوا: إن كرشنة ابن براهما؛ وبوذا ابن الله؛ ولقد أعظم الذين قالوا: إنا نصارى؛ أعظموا الأمر؛ وأضلوا أنفسهم؛ فزعموا أن الله اتخذ ولدا؛ أي: أراد أن يكون له ولد؛ واتخذ ولدا; لاحتياجه إليه؛ ثم أذاعوا بهتانا عظيما؛ فقالوا: إنه قديم بقدم الله (تعالى)؛ بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ؛ وذكر الله (تعالى) بوصف الرحمة؛ لأنه - سبحانه - رحيم بالجميع؛ فكيف يكون مختصا بولد؛ أو بصاحبة؛ ورحمته عامة للعالمين.

                                                          ولأن ذلك الكلام الذي يقوله النصارى؛ كفروا به كفرا عظيما؛ قال الله (تعالى) - في وصف هذا بقوله (تعالى) -:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية