الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم .

                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين آمنوا : نزلت في أصحاب السرية؛ لما ظن بهم أنهم إن سلموا من الإثم فلا أجر لهم؛ والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله ؛ كرر الموصول؛ مع أن المراد بهما واحد؛ لتفخيم شأن الهجرة؛ والجهاد؛ فكأنهما مستقلان في تحقيق الرجاء؛ أولئك ؛ المنعوتون بالنعوت الجليلة المذكورة؛ يرجون ؛ بما لهم من مبادي الفوز؛ رحمت الله ؛ أي: ثوابه؛ أثبت لهم الرجاء؛ دون الفوز بالمرجو؛ للإيذان بأنهم عالمون بأن العمل غير موجب للأجر؛ وإنما هو على طريق التفضل منه - سبحانه -؛ لا لأن في فوزهم اشتباها؛ والله غفور : مبالغ في مغفرة ما فرط من عباده خطأ؛ رحيم : يجزل لهم الأجر؛ والثواب؛ والجملة اعتراض محقق لمضمون ما قبلها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية