الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ما أنـزلنا عليك القرآن لتشقى وهناك قراءة: "ما نزل عليك القرآن "؛ وفي هذه القراءة إشارة إلى تنزيل القرآن منجما؛ ولم ينزل دفعة واحدة؛ بينا ذلك في مواضعه من القول؛ وقوله (تعالى): لتشقى اللام لام التعليل؛ أي: ما أنزلناه عليك لتتعب وتذهب نفسك عليهم حسرات إذا لم يؤمنوا؛ كما قال (تعالى): لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ؛ وقال (تعالى): فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث ؛ وقال (تعالى): ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم -كان يحمل هم كفرهم؛ ويحسب أن ذلك قد يكون عن تقصير في دعوته؛ وذلك لقوة حسه؛ وشفافية روحه؛ ولحرصه على إيمانهم؛ قال له ربه: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ؛ وقال (تعالى): ليس عليك هداهم ؛ هذا تقريب لمعنى "لتشقى "؛ والكمال لله وحده.

                                                          وقال:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية