الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو نشيط

                                                                                      محمد بن هارون ، الإمام المقرئ المجود الحافظ الثقة ، أبو نشيط ، وأبو جعفر ، الربعي المروزي ثم البغدادي الحربي .

                                                                                      ولد سنة نيف وثمانين ومائة .

                                                                                      تلا على : عيسى بن مينا بحرف نافع ، وسمع من روح بن عبادة ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، ويحيى بن أبي بكر ، وأبي المغيرة عبد القدوس الحمصي ، وعلي بن عياش ، وأبي اليمان ، وعمرو بن [ ص: 325 ] الربيع المصري ، والوليد بن عتبة المقرئ ، وطائفة .

                                                                                      قرأ عليه : أبو حسان أحمد بن محمد بن الأشعث العنزي ، واعتمد على طريقه أبو عمرو في " تيسيره " من طريق أبي الحسين بن بويان .

                                                                                      وحدث عنه : أبو بكر بن أبي الدنيا ، وابن ماجه في " التفسير " والبغوي ، وابن صاعد ، والمحاملي ، وابن أبي حاتم ، وابن مخلد ، وقاسم المطرز ، وعبد الله بن ناجية .

                                                                                      وقال أبو حاتم : صدوق .

                                                                                      وقال ابن مخلد : حدثنا أبو نشيط ، وكان حافظا .

                                                                                      وقال الدارقطني : هو ثقة .

                                                                                      قال ابن مخلد : مات في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين .

                                                                                      قال الحافظ ابن عساكر : محمد بن هارون بن إبراهيم أبو جعفر الربعي البغدادي الحربي الفلاس المعروف بأبي نشيط سمع روح بن عبادة ، وساق باقي الترجمة .

                                                                                      قال أبو عمرو الداني : كتبت من خط أبي أحمد بن أبي مسلم المقرئ ، وحدثني عنه صاحبنا قال : قرأت على ابن بويان ، أنه قرأ على ابن الأشعث ، وأنه قرأ على أبي نشيط ، عن قالون ، وذلك بجزم الميم [ ص: 326 ] من : ( عليهم ) ، و ( إليهم ) ، و ( لديهم ) ، وأشباهه جميع القرآن ، ثم قال الداني : خالفه إبراهيم بن عمر ، عن ابن بويان ، فروى ضم الميم في جميع القرآن .

                                                                                      وفي " سبعة " ابن مجاهد : حدثنا ابن أبي مهران ، أخبرنا أحمد بن قالون ، عن أبيه ، عن نافع ، أنه كان لا يعيب رفع الميم في نحو أأنذرتهم أم لم وشبهه .

                                                                                      وقد وهم أبو عمرو الداني ، وقال : إن أبا نشيط توفي سنة ثلاث وستين ومائتين . وإنما المتوفى في نحو هذه السنة المحدث محمد بن أحمد بن هارون شيطا ، وأصاب في جعل أبي نشيط المروزي هو البغدادي الربعي ، وبعض الناس يفرق بين الترجمتين ، وهما واحد -هذا الراجح عندي- وأنه توفي سنة ثمان وخمسين . كما قاله تلميذه ابن مخلد ، والله أعلم .

                                                                                      قرأت على عمر بن عبد المنعم : عن أبي اليمن الكندي ، قال : قرأت برواية قالون ختمة على هبة الله بن الطبر ، قال : قرأت على أبي بكر الخياط ، قال : قرأت على أبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي ، قال : قرأت على أحمد بن عثمان بن بويان ، قال : قرأت على أبي حسان ، قال : قرأت على أبي نشيط ، وقرأ على قالون صاحب نافع رحمه الله .

                                                                                      أخبرنا علي بن عبد الغني الخطيب : أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف ، أخبرنا أبو الفتح بن البطي ، أخبرنا ابن البطر ، أخبرنا عبد الله بن عبيد الله ، أخبرنا أبو عبد الله المحاملي ، حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون ، والعباس الترقفي ، قالا : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا صفوان ، حدثني شريح بن [ ص: 327 ] عبيد ، أنه سمع الزبير بن الوليد يحدث عن ابن عمر ، قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا غزا أو سافر ، فأدركه الليل ، قال : يا أرض ، ربي وربك الله ، أعوذ بالله من شرك ، وشر ما فيك ، وشر ما دب عليك . أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب ، ومن ساكني البلد ، ومن شر والد وما ولد .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية