الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة قوله تعالى : { الذين يظاهرون } حقيقته تشبيه ظهر [ بظهر ، والموجب للحكم منه تشبيه ظهر ] محلل بظهر محرم ، ويتفرع عليه فروع كثيرة ، أصولها سبعة : [ ص: 157 ]

                                                                                                                                                                                                              الفرع الأول : إذا شبه جملة أهله بظهر أمه ، كما جاء في الحديث أنه قال : أنت علي كظهر أمي .

                                                                                                                                                                                                              الفرع الثاني : إذا شبه جملة أهله بعضو من أعضاء أمه كان ظهارا ، خلافا لأبي حنيفة في قوله : إن شبهها بعضو يحل النظر إليه لم يكن ظهارا ، وهذا لا يصح ; لأن النظر إليه على طريق الاستمتاع لا يحل له ، وفيه رفع التشبيه ، وإياه قصد المظاهر ، وقد قال الشافعي في قوله : إنه لا يكون ظهارا إلا في الظهر وحده ; وهذا فاسد ; لأن كل عضو منها محرم ، فكان التشبيه به ظهارا كالظهر ، ولأن المظاهر إنما يقصد تشبيه المحلل بالمحرم ; فلزم على المعنى .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية