الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ( 62 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وإن يرد ، يا محمد ، هؤلاء الذين أمرتك بأن تنبذ إليهم على سواء إن خفت منهم خيانة ، وبمسالمتهم إن جنحوا للسلم ، خداعك والمكر بك ( فإن حسبك الله ) ، يقول : فإن الله كافيكهم وكافيك خداعهم إياك؛ لأنه متكفل بإظهار دينك على الأديان ، ومتضمن أن يجعل كلمته العليا وكلمة أعدائه السفلى ( هو الذي أيدك بنصره ) ، يقول : الله الذي قواك بنصره إياك على أعدائه ( وبالمؤمنين ) ، يعني بالأنصار .

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

16253 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، ( وإن يريدوا أن يخدعوك ) ، قال : قريظة .

16254 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : ( وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله ) ، هو من وراء ذلك .

16255 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : ( هو الذي أيدك بنصره ) ، قال : بالأنصار . [ ص: 45 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية