الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      باب كتاب الحج بفتح الحاء لا بكسرها في الأشهر وعكسه : شهر الحجة وأخر الحج عن الصلاة والزكاة والصوم ; لأن الصلاة عماد الدين ولشدة الحاجة إليها لتكررها كل يوم خمس مرات ثم الزكاة لكونها قرينة لها في أكثر المواضع ولشمولها المكلف وغيره ثم الصوم لتكرره كل سنة لكن البخاري قدم رواية الحج على الصوم للتغليظات الواردة فيه نحو قوله تعالى { : ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } ونحو : { فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا } ولعدم سقوطه بالبدل بل يجب الإتيان به إما بنفسه أو بنائبه بخلاف الصوم وترجم في المقنع وغيره بالمناسك ، وهي جمع منسك بفتح السين وكسرها فبالفتح مصدر وبالكسر اسم لموضع العبادة مأخوذ من النسيكة وهي الذبيحة المتقرب بها ثم اتسع فيه فصار اسما للعبادة والطاعة ومنه قيل للعابد : ناسك وقد غلب إطلاقها على أفعال الحج لكثرة أنواعها ولما تتضمنه كثرة الذبائح المتقرب بها ( وهو ) أي : الحج لغة القصد إلى من تعظمه ، ( وشرعا قصد مكة للنسك في زمن مخصوص ) يأتي بيانه ( وهو أحد أركان الإسلام ) ومبانيه المشار إليها بحديث { بني الإسلام على خمس } وتقدم .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية