الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أمع ]

                                                          أمع : الإمعة والإمع ، بكسر الهمزة وتشديد الميم : الذي لا رأي له ولا عزم فهو يتابع كل أحد على رأيه ولا يثبت على شيء ، والهاء فيه للمبالغة . وفي الحديث : اغد عالما أو متعلما ولا تكن إمعة ، ولا نظير له إلا رجل إمر ، وهو الأحمق ; قال الأزهري : وكذلك الإمرة ، وهو الذي يوافق كل إنسان على ما يريده ; قال الشاعر :


                                                          لقيت شيخا إمعه سألته عما معه     فقال ذود أربعه



                                                          ، قال :


                                                          فلا در درك من صاحب     فأنت الوزاوزة الإمعه



                                                          وروى عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : كنا في الجاهلية نعد الإمعة الذي يتبع الناس إلى الطعام من غير أن يدعى ، وإن الإمعة فيكم اليوم المحقب الناس دينه ; قال أبو عبيد : والمعنى الأول يرجع إلى هذا . الليث : رجل إمعة يقول لكل أحد أنا معك ، ورجل إمع وإمعة للذي يكون لضعف رأيه مع كل أحد ; ومنه قول ابن مسعود أيضا : لا يكونن أحدكم إمعة ، قيل : وما الإمعة ؟ قال : الذي يقول أنا مع الناس . قال ابن بري : أراد ابن مسعود بالإمعة الذي يتبع كل أحد على دينه ، والدليل على أن الهمزة أصل أن إفعلا لا يكون في الصفات ، وأما إيل فاختلف في وزنه فقيل فعل ، وقيل فعيل ، قال ابن بري : ولم يجعلوه إفعلا لئلا يكون الفاء والعين من موضع واحد ، ولم يجئ منه إلا كوكب وددن ، وقول من قال امرأة إمعة غلط ، لا يقال للنساء ذلك . وقد حكي عن أبي عبيد : قد تأمع واستأمع . والإمعة : المتردد في غير ما صنعة ، والذي لا يثبت إخاؤه . ورجال إمعون ، ولا يجمع بالألف والتاء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية