الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب الضاد مع الفاء )

                                                          ( ضفر ) ( هـ ) في حديث علي : " إن طلحة نازعه في ضفيرة كان علي ضفرها في واد " . الضفيرة : مثل المسناة المستطيلة المعمولة بالخشب والحجارة ، وضفرها عملها ، من الضفر وهو النسج . ومنه ضفر الشعر وإدخال بعضه في بعض .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث الآخر : " فقام على ضفيرة السدة " .

                                                          * والحديث الآخر : " وأشار بيده وراء الضفيرة " .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث أم سلمة : " إني امرأة أشد ضفر رأسي " . أي : تعمل شعرها ضفائر ، وهي الذوائب المضفورة .

                                                          * ومنه حديث عمر : " من عقص أو ضفر فعليه الحلق " . يعني : في الحج .

                                                          [ ص: 93 ] ( س ) ومنه حديث النخعي : " الضافر والملبد والمجمر عليهم الحلق " .

                                                          ( س ) وحديث الحسن بن علي - رضي الله عنهما - : " أنه غرز ضفره في قفاه " . أي : غرز طرف ضفيرته في أصلها .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : " إذا زنت الأمة فبعها ولو بضفير " . أي : حبل مفتول من شعر ، فعيل بمعنى مفعول .

                                                          ( هـ ) وفي حديث جابر : " ما جزر عنه الماء في ضفير البحر فكله " . أي : شطه وجانبه . وهو الضفيرة أيضا .

                                                          ( هـ ) وفيه : " ما على الأرض من نفس تموت لها عند الله خير تحب أن ترجع إليكم ولا تضافر الدنيا ، إلا القتيل في سبيل الله ، فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة أخرى " . المضافرة : المعاودة والملابسة . أي : لا يحب معاودة الدنيا وملابستها إلا الشهيد .

                                                          قال الزمخشري : " هو عندي مفاعلة ، من الضفز ، وهو الطفر والوثوب في العدو . أي : لا يطمح إلى الدنيا ولا ينزو إلى العود إليها إلا هو " .

                                                          ذكره الهروي بالراء ، وقال : المضافرة بالضاد والراء : التألب . وقد تضافر القوم وتظافروا ، إذا تألبوا .

                                                          وذكره الزمخشري ولم يقيده ، لكنه جعل اشتقاقه من الضفز ، وهو الطفر والقفز ، وذلك بالزاي ، ولعله يقال بالراء والزاي ، فإن الجوهري قال في حرف الراء : " والضفر : السعي . وقد ضفر يضفر ضفرا " والأشبه بما ذهب إليه الزمخشري أنه بالزاي .

                                                          [ ص: 94 ] ( س ) وفي حديث علي - رضي الله عنه - : " مضافرة القوم " . أي : معاونتهم . وهذا بالراء لا شك فيه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية