الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                              قوله تعالى: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب

                                                                                                                                                                                              قال الله تعالى: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب قال قتادة في هذه الآية: يقال لهم: يا آل فرعون هذه منازلكم، توبيخا وصغارا ونقيصة .

                                                                                                                                                                                              وقال ابن سيرين : كان أبو هريرة يأتينا بعد صلاة العصر، فيقول: عرجت ملائكة، وهبطت ملائكة وعرض آل فرعون على النار، فلا يسمعه أحد إلا يتعوذ بالله من النار .

                                                                                                                                                                                              وقال شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، سمعت ميمون بن مهران يقول: كان أبو هريرة إذا أصبح ينادي: أصبحنا والحمد لله، وعرض آل فرعون على النار، فلا يسمعه أحد إلا يتعوذ بالله من النار . [ ص: 229 ] ورواه هشيم عن يعلى، عن ميمون ، قال: كان لأبي هريرة صيحتان كل يوم، أول النهار يقول: ذهب الليل وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار، وإذا كان العشي يقول: ذهب النهار وجاء الليل، وعرض آل فرعون على النار، فلا يسمع أحد صوته إلا استجار بالله من النار .

                                                                                                                                                                                              ويروى من حديث الليث ، عن أبي قيس، عن هذيل، عن ابن مسعود قال: أرواح آل فرعون في أجواف طير سود، فيعرضون على النار كل يوم مرتين، فيقال لهم: هذه داركم فذلك قوله تعالى: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ورواه غيره عن أبي قيس، عن هذيل، من قوله . لكن خرجه الإسماعيلي من طريق ابن عيينة ، عن مسروق عن أبي قيس . عن هذيل، عن ابن مسعود أيضا .

                                                                                                                                                                                              قال ابن أبي الدنيا : حدثنا حماد بن محمد الفزاري، قال: بلغني عن الأوزاعي ، أنه سأله رجل بعسقلان على الساحل، فقال له: يا أبا عمرو ، إنا نرى طيرا سودا تخرج من البحر، فإذا كان العشي عاد مثلها بيضا . قال: وفطنتم لذلك؟ قالوا: نعم . قال: فتلك طير في حواصلها أرواح آل فرعون . فتلفحها النار، فيسود ريشها، ثم يلقى ذلك الريش، ثم تعود إلى أوكارها، يعرضون على النار فتلفحها النار، فذلك دأبها حتى تقوم الساعة . فيقال: أدخلوا آل فرعون أشد العذاب

                                                                                                                                                                                              وفي "الصحيحين " من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - . عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا [ ص: 230 ] مات أحدكم عرض عليه مقعد بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، حتى يبعثه ربه، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة" .

                                                                                                                                                                                              ورواه الفضيل بن غزوان، عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولفظه: "ما من عبد يموت إلا عرض عليه مقعده، إن كان من أهل الجنة على الجنة، وإن كان من أهل النار على النار" .

                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية