الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 224 ] باب الشين والواو وما يثلثهما

                                                          ( شوي ) الشين والواو والياء يدل على الأمر الهين . من ذلك الشوى وهو رذال المال . قال :


                                                          أكلنا الشوى حتى [ إذا لم تجد شوى ] أشرنا إلى خيراتها بالأصابع



                                                          ومن ذلك الشوى : جمع شواة ، وهي جلدة الرأس . والشوى : الأطراف ، وكل ما ليس بمقتل . وكل أمر هين شوى . ويقولون في الإتباع : عيي شوي . قال ابن دريد : هو من الشوى ، وهو الرذال . ويقال رميت الصيد فأشويته ، إذا أصبت شواه ، وهي أطرافه . والشوايا : بقية قوم هلكوا ، الواحد شوية ; وإنما سميت بذلك لقلتها وهونها . قالوا : والشواية الشيء الصغير من الكبير ، كالقطعة من الشاة . ويقال : ما بقي من المال إلا شواية ، أي شيء يسير . والذي لا نشك فيه أن الشواء مشتق من هذا ; لأنه إذا شوي فكأنه قد أهين . فإن قال قائل : فينبغي أن يكون إذا قدر وكبب : شواء لأنه قد أهين . قيل له : نحن نعلل ما يقوله العرب حتى نرده إلى أصل مطرد متفق عليه ، فأما ما سوى ذلك فليس لنا ما نفعله . وتقول : شويت اللحم شيا واشتويته ، فأنا مشتو . قال الشاعر :

                                                          [ ص: 225 ]

                                                          فاشتوى ليلة ريح واجتمل



                                                          ويقال انشوى اللحم . قال :


                                                          قد انشوى شواؤنا المرعبل     فاقتربوا إلى الغداء فكلوا



                                                          قال الخليل : الإشواء : الإبقاء أو في معناه ، حتى يقول بعضهم : تعشى فلان فأشوى من عشائه ، أي أبقى . قال :


                                                          فإن من القول التي لا شوى لها     إذا زل عن ظهر اللسان انفلاتها



                                                          أي لا بقية لها . والأصل يرجع إلى ما أصلناه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية