الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ( 35 ) باب ذكر إسقاط الصدقة عن الحمر مع الدليل على إسقاطها عن الخيل ، والدليل على أن الله - عز وجل - إنما أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأخذ الصدقة من بعض أموال المسلمين ، لا من جميع أموالهم في قوله - عز وجل - : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) [ التوبة : 103 ] إذ اسم المال واقع على الخيل والحمير جميعا ، فبين به النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي ولاه الله بيان ما أنزل عليه ، أن الله إنما أمره بأخذ الصدقة من بعض أموال المسلمين ، لا من جميعها .

              2291 - حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا [ ص: 1099 ] ابن القاسم ، حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما من عبد له مال لا يؤدي زكاته إلا جمع يوم القيامة تحمى عليه صفائح في جهنم ، وكوي بها جنبه ، وظهره حتى يقضي الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ، ثم يرى سبيله ، إما إلى الجنة ، وإما إلى النار " . وذكر الحديث بطوله في قصة الإبل والغنم

              . قال : قيل : يا رسول الله ، والخيل ؟ قال : " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، والخيل لثلاثة : هي لرجل أجر ، ولرجل ستر ، وعلى رجل وزر ، فأما الذي هي له أجر ، فالذي يتخذها في سبيل الله ، ويعدها له ، لا يغيب في بطونها شيئا إلا كتب له بها أجر [ 234 - أ ] ، ولو عرض مرجا أو مرجين فرعاها صاحبها فيه كتب له مما غيبت في بطونها أجر ، ولو استنت شرفا أو شرفين ، كتب له بكل خطوة خطاها أجر ، ولو عرض نهر فسقاها به ، كانت له بكل قطرة غيبت في بطونها منه أجر ، حتى ذكر الأجر في أرواثها وأبوالها ، وأما التي هي له ستر فالذي يتخذها تعففا وتجملا وتسترا ، ولا يحبس حق ظهورها وبطونها في يسرها وعسرها ، وأما الذي عليه وزر فالذي يتخذها أشرا وبطرا وبذخا عليهم " .

              قالوا : فالحمر يا رسول الله ؟ قال : " ما أنزل الله علي فيها شيئا إلا هذه الآية الجامعة الفاذة : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) [ الزلزلة ] .


              التالي السابق


              الخدمات العلمية