(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون )
اعلم أنه تعالى لما حكم على أولئك المنكرين بالخسران في الآية الأولى بين في هذه الآية سبب ذلك الخسران ، وهو أمران :
أحدهما أن يفتري على الله كذبا وهذا الافتراء يحتمل وجوها :
الأول : أن
nindex.php?page=treesubj&link=29255_30554كفار [ ص: 150 ] مكة كانوا يقولون : هذه الأصنام شركاء الله والله سبحانه وتعالى أمرهم بعبادتها والتقرب إليها ، وكانوا أيضا يقولون : الملائكة بنات الله ثم نسبوا إلى الله تحريم البحائر والسوائب .
وثانيها :
nindex.php?page=treesubj&link=29434_32424_32428_32431أن اليهود والنصارى كانوا يقولون حصل في التوراة والإنجيل أن هاتين الشريعتين لا يتطرق إليهما النسخ والتغيير ، وأنهما لا يجيء بعدهما نبي .
وثالثها : ما ذكره الله تعالى في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=28وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها ) [ الأعراف : 28 ] .
ورابعها : أن
اليهود كانوا يقولون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18نحن أبناء الله وأحباؤه ) [ المائدة : 18 ] وكانوا يقولون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=80لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ) [ البقرة : 80 ] .
وخامسها : أن بعض الجهال منهم كان يقول : إن الله فقير ونحن أغنياء ، وأمثال هذه الأباطيل التي كانوا ينسبونها إلى الله كثيرة ، وكلها افتراء منهم على الله .
والنوع الثاني :
nindex.php?page=treesubj&link=32424_32423_32431_30539_30549من أسباب خسرانهم تكذيبهم بآيات الله ، والمراد منه قدحهم في معجزات
محمد صلى الله عليه وسلم ، وطعنهم فيها وإنكارهم كون القرآن معجزة قاهرة بينة ، ثم إنه تعالى لما حكى عنهم هذين الأمرين قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21إنه لا يفلح الظالمون ) أي لا يظفرون بمطالبهم في الدنيا وفي الآخرة بل يبقون في الحرمان والخذلان .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ويوم نحشرهم جميعا ) ففي ناصب قوله : ( ويوم ) أقوال :
الأول : أنه محذوف وتقديره (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ويوم نحشرهم ) كان كيت وكيت ، فترك ليبقى على الإبهام الذي هو أدخل في التخويف .
والثاني : التقدير اذكر يوم نحشرهم .
والثالث : أنه معطوف على محذوف كأنه قيل : لا يفلح الظالمون أبدا ويوم نحشرهم .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ) فالمقصود منه التقريع والتبكيت لا السؤال ، ويحتمل أن يكون معناه أين نفس الشركاء ، ويحتمل أن يكون المراد أين شفاعتهم لكم وانتفاعكم بهم ، وعلى كلا الوجهين : لا يكون الكلام إلا توبيخا وتقريعا وتقريرا في نفوسهم أن الذي كانوا يظنونه مأيوس عنه ، وصار ذلك تنبيها لهم في دار الدنيا على فساد هذه الطريقة ، والعائد على الموصول من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22الذين كنتم تزعمون ) محذوف ، والتقدير : الذين كنتم تزعمون أنهم شفعاء ، فحذف مفعول الزعم لدلالة السؤال عليه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : وكل زعم في كتاب الله كذب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ )
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا حَكَمَ عَلَى أُولَئِكَ الْمُنْكِرِينَ بِالْخُسْرَانِ فِي الْآيَةِ الْأُولَى بَيَّنَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ سَبَبَ ذَلِكَ الْخُسْرَانِ ، وَهُوَ أَمْرَانِ :
أَحَدُهُمَا أَنْ يَفْتَرِيَ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَهَذَا الِافْتِرَاءُ يَحْتَمِلُ وُجُوهًا :
الْأَوَّلُ : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29255_30554كُفَّارَ [ ص: 150 ] مَكَّةَ كَانُوا يَقُولُونَ : هَذِهِ الْأَصْنَامُ شُرَكَاءُ اللَّهِ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَمَرَهُمْ بِعِبَادَتِهَا وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهَا ، وَكَانُوا أَيْضًا يَقُولُونَ : الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ ثُمَّ نَسَبُوا إِلَى اللَّهِ تَحْرِيمَ الْبَحَائِرِ وَالسَّوَائِبِ .
وَثَانِيهَا :
nindex.php?page=treesubj&link=29434_32424_32428_32431أَنِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى كَانُوا يَقُولُونَ حَصَلَ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ أَنَّ هَاتَيْنِ الشَّرِيعَتَيْنِ لَا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهِمَا النَّسْخُ وَالتَّغْيِيرُ ، وَأَنَّهُمَا لَا يَجِيءُ بَعْدَهُمَا نَبِيٌّ .
وَثَالِثُهَا : مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=28وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ) [ الْأَعْرَافِ : 28 ] .
وَرَابِعُهَا : أَنَّ
الْيَهُودَ كَانُوا يَقُولُونَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) [ الْمَائِدَةِ : 18 ] وَكَانُوا يَقُولُونَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=80لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ) [ الْبَقَرَةِ : 80 ] .
وَخَامِسُهَا : أَنَّ بَعْضَ الْجُهَّالِ مِنْهُمْ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الْأَبَاطِيلِ الَّتِي كَانُوا يَنْسُبُونَهَا إِلَى اللَّهِ كَثِيرَةٌ ، وَكُلُّهَا افْتِرَاءٌ مِنْهُمْ عَلَى اللَّهِ .
وَالنَّوْعُ الثَّانِي :
nindex.php?page=treesubj&link=32424_32423_32431_30539_30549مِنْ أَسْبَابِ خُسْرَانِهِمْ تَكْذِيبُهُمْ بِآيَاتِ اللَّهِ ، وَالْمُرَادُ مِنْهُ قَدْحُهُمْ فِي مُعْجِزَاتِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَطَعْنُهُمْ فِيهَا وَإِنْكَارُهُمْ كَوْنَ الْقُرْآنِ مُعْجِزَةً قَاهِرَةً بَيِّنَةً ، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى لَمَّا حَكَى عَنْهُمْ هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) أَيْ لَا يَظْفَرُونَ بِمَطَالِبِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ بَلْ يَبْقَوْنَ فِي الْحِرْمَانِ وَالْخِذْلَانِ .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ) فَفِي نَاصِبِ قَوْلِهِ : ( وَيَوْمَ ) أَقْوَالٌ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ مَحْذُوفٌ وَتَقْدِيرُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ ) كَانَ كَيْتَ وَكَيْتَ ، فَتُرِكَ لِيَبْقَى عَلَى الْإِبْهَامِ الَّذِي هُوَ أَدْخَلُ فِي التَّخْوِيفِ .
وَالثَّانِي : التَّقْدِيرُ اذْكُرْ يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ .
وَالثَّالِثُ : أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى مَحْذُوفٍ كَأَنَّهُ قِيلَ : لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ أَبَدًا وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) فَالْمَقْصُودُ مِنْهُ التَّقْرِيعُ وَالتَّبْكِيتُ لَا السُّؤَالُ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَيْنَ نَفْسُ الشُّرَكَاءِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ أَيْنَ شَفَاعَتُهُمْ لَكُمْ وَانْتِفَاعُكُمْ بِهِمْ ، وَعَلَى كِلَا الْوَجْهَيْنِ : لَا يَكُونُ الْكَلَامُ إِلَّا تَوْبِيخًا وَتَقْرِيعًا وَتَقْرِيرًا فِي نُفُوسِهِمْ أَنَّ الَّذِي كَانُوا يَظُنُّونَهُ مَأْيُوسٌ عَنْهُ ، وَصَارَ ذَلِكَ تَنْبِيهًا لَهُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا عَلَى فَسَادِ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ ، وَالْعَائِدُ عَلَى الْمَوْصُولِ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ شُفَعَاءُ ، فَحَذَفَ مَفْعُولَ الزَّعْمِ لِدَلَالَةِ السُّؤَالِ عَلَيْهِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : وَكُلُّ زَعْمٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ كَذِبٌ .