الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون ( 9 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : ابتاع هؤلاء المشركون الذين أمركم الله ، أيها المؤمنون ، بقتلهم حيث وجدتموهم ، بتركهم اتباع ما احتج الله به عليهم من حججه ، يسيرا من العوض قليلا من عرض الدنيا .

وذلك أنهم ، فيما ذكر عنهم ، كانوا نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول [ ص: 151 ] الله - صلى الله عليه وسلم - بأكلة أطعمهموها أبو سفيان بن حرب .

16514 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ( اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا ) ، قال : أبو سفيان بن حرب أطعم حلفاءه ، وترك حلفاء محمد صلى الله عليه وسلم .

16515 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

وأما قوله : ( فصدوا عن سبيله ) ، فإن معناه : فمنعوا الناس من الدخول في الإسلام ، وحاولوا رد المسلمين عن دينهم ( إنهم ساء ما كانوا يعملون ) ، يقول جل ثناؤه : إن هؤلاء المشركين الذين وصفت صفاتهم ، ساء عملهم الذي كانوا يعملون ، من اشترائهم الكفر بالإيمان ، والضلالة بالهدى ، وصدهم عن سبيل الله من آمن بالله ورسوله ، أو من أراد أن يؤمن .

التالي السابق


الخدمات العلمية