الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 152 ] القول في تأويل قوله ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون ( 11 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : فإن رجع هؤلاء المشركون الذين أمرتكم ، أيها المؤمنون ، بقتلهم عن كفرهم وشركهم بالله ، إلى الإيمان به وبرسوله ، وأنابوا إلى طاعته ( وأقاموا الصلاة ) ، المكتوبة ، فأدوها بحدودها ( وآتوا الزكاة ) ، المفروضة أهلها ( فإخوانكم في الدين ) ، يقول : فهم إخوانكم في الدين الذي أمركم الله به ، وهو الإسلام ( ونفصل الآيات ) ، يقول : ونبين حجج الله وأدلته على خلقه ( لقوم يعلمون ) ، ما بين لهم ، فنشرحها لهم مفصلة ، دون الجهال الذين لا يعقلون عن الله بيانه ومحكم آياته .

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

16516 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ) ، يقول : إن تركوا اللات والعزى ، وشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ( فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون ) .

16517 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن ليث ، [ ص: 153 ] عن رجل ، عن ابن عباس : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ) ، قال : حرمت هذه الآية دماء أهل القبلة .

16518 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : افترضت الصلاة والزكاة جميعا لم يفرق بينهما . وقرأ : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ) ، وأبى أن يقبل الصلاة إلا بالزكاة . وقال : رحم الله أبا بكر ، ما كان أفقهه .

16519 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله قال : أمرتم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، ومن لم يزك فلا صلاة له .

وقيل : ( فإخوانكم ) ، فرفع بضمير : "فهم إخوانكم" ، إذ كان قد جرى ذكرهم قبل ، كما قال : ( فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ) ، [ سورة الأحزاب : 5 ] ، فهم إخوانكم في الدين .

التالي السابق


الخدمات العلمية