الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3311 (15) باب

                                                                                              إجلاء اليهود والنصارى من المدينة ومن جزيرة العرب

                                                                                              [ 1282 ] عن أبي هريرة قال: بينا نحن في المسجد ، إذ خرج إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: انطلقوا إلى يهود. فخرجنا معه حتى جئناهم ، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فناداهم فقال: يا معشر يهود ، أسلموا تسلموا. فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم! فقال لهم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: ذلك أريد ، أسلموا تسلموا. فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم؟ فقال لهم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: ذلك أريد. ثم قال لهم الثالثة ، فقال: اعلموا أنما الأرض لله ورسوله ، وأني أريد أن أجليكم من هذه الأرض ، فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه ، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله .

                                                                                              رواه البخاري (6944)، ومسلم (1765).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (15) ومن باب: إجلاء اليهود والنصارى من المدينة ومن جزيرة العرب

                                                                                              قوله : ( أسلموا تسلموا ) ; أي : ادخلوا في دين الإسلام طائعين تسلموا من القتل والسباء مأجورين . وفيه دليل على استعمال التجنيس ، وهو من أنواع البلاغة .

                                                                                              [ ص: 588 ] وقولهم : ( قد بلغت يا أبا القاسم ) ; كلمة مكر ومداجاة ليدافعوه بما يوهمه ظاهرها ، وذلك : أن ظاهرها يقتضي أنه قد بلغ رسالة ربه تعالى ; ولذلك قال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( ذلك أريد ) ; أي : التبليغ . قالوا ذلك وقلوبهم منكرة مكذبة . ويحتمل أن يكونوا قالوا ذلك خوفا منه ، وطيبة له . والله تعالى أعلم .

                                                                                              وقوله : ( اعلموا : أن الأرض لله ولرسوله ) ; يعني : ملكا وحكما . ويعني بها : أرضهم التي كانوا فيها ، أعلمهم بهذه اللفظة : أنه يجليهم منها ، ولا يتركهم فيها ، وأن ذلك حكم الله فيهم .

                                                                                              وقوله : ( من كان له مال فليبعه ) ; دليل على أنهم كان لهم عهد على نفوسهم وأموالهم ، لا على المقام في أرضهم ، ولذلك أجلاهم منها. وهؤلاء هم يهود بني قينقاع ، وبنو حارثة ، ويهود المدينة المذكورون بعد هذا .




                                                                                              الخدمات العلمية