الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى خاطبهما الله (تعالى) بعزته؛ وجلاله؛ مشيرا إلى أنهما في حمايته؛ وكلاءته؛ وأنه يسمع ويبصر؛ فكيف يكون نهى عن الخوف؟ والنهي عن الخوف كيف يكون وهو فزع من الأمر المخوف؛ إذ هو أمر نفسي لا يقع تحت قبضة الخائف؟ ونقول في الجواب عن ذلك: إن المراد الأمر بالاطمئنان؛ وقرار النفس؛ وأن يشعرا بجلال الله (تعالى)؛ وأنه معهما؛ ولذلك أعقب - سبحانه وتعالى - النهي عن الخوف بأنهما في معية الله (تعالى)؛ فقال: إنني معكما أسمع وأرى أي: إنني في صحبتكما أسمع قوله إذا هدد وأنذر؛ وأبصر فعله إن حاول سوءا؛ أو أنزل بكما أذى؛ وإن هذا تبشير بأنه إن حاول أن يبطش بهما نزلت به البطشة الكبرى من رب العالمين. [ ص: 4732 ] ولقد كان من موجبات الفطرة أن يعتريهما الخوف؛ فقد كان جبارا في الأرض؛ ليس فوقه في قومه من يرد كيده؛ ويزيل طغيانه.

                                                          اطمأنا إلى قول الله (تعالى)؛ وما كان لهما إلا أن يطمئنا بنصرته وتدبيره؛ ونجاتهما من فرط فرعون وطغيانه؛ ولذا قال:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية