الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فانظر كيف كان عاقبة مكرهم [51]

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ الكوفيون والحسن وابن أبي إسحاق وهي قراءة الكسائي أنا دمرناهم بفتح الهمزة، وزعم الفراء أن فتحهما من جهتين: إحداهما أن تردها على كيف. قال أبو جعفر : وهذا لا يحصل لأن كيف للاستفهام و"أنا" غير داخل في الاستفهام، والجهة الأخرى عنده أن تكر عليها "كان" كأنك قلت: كان عاقبة أمرهم تدميرهم. قال أبو جعفر : وهذا متعسف، وفي فتحها [ ص: 216 ] خمسة أوجه: منها أن يكون التقدير لأنا دمرناهم وتكون أن في موضع نصب، ويجوز أن تكون في موضع رفع بدلا من عاقبة، وليجوز أن تكون في موضع نصب على خبر كان ويجوز أن تنصب عاقبة على خبر كان وتكون أن في موضع رفع على أنها اسم كان، ويجوز أن تكون في موضع رفع على إضمار مبتدأ تبيينا للعاقبة، والتقدير من أنا دمرناهم، ومن قرأ (إنا دمرناهم) جعلها مستأنفة قال أبو حاتم : وفي حرف أبي (أن دمرناهم) تصديقا لفتحها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية