الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم بين هول ما يستعجلونه وفظاعة ما فيه، وأن عجلتهم لجهلهم بمغبته، بقوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 4273 ] القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [39] لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون [40] بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون .

                                                                                                                                                                                                                                      لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم أي: لا يدفعونها عن أشرف أعضائهم وأقواها. فتقديم الوجه لشرفه، ولكون الدفع عنه أهم من غيره أيضا: ولا هم ينصرون أي: بدفع أحد عنهم. وجواب لو محذوف أي: لما استعجلوا. وقيل لو للتمني. لا جواب لها: بل تأتيهم بغتة فتبهتهم أي: فجأة فتحيرهم. لأنهم إن أرادوا الصبر عليها لم يقدروا عليه. وإن أرادوا ردها: فلا يستطيعون ردها أي: بسبب من الأسباب: ولا هم ينظرون أي: يمهلون ليستريحوا طرفة عين لتمام مدة الإنظار قبله. ثم أشار إلى تسليته عليه الصلاة والسلام عن استهزائهم، في ضمن وعيد لهم، بقوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية