الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        بل ادارك علمهم في الآخرة [66]

                                                                                                                                                                                                                                        هذه قراءة أكثر النحويين منهم شيبة ونافع ويحيى بن وثاب وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي ، وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير وحميد (بل أدرك) وقرأ عطاء بن يسار (بل ادرك) بتخفيف الهمزة، وقرأ ابن محيصن (بل ادرك علمهم في الآخرة) وقرأ ابن عباس (بلى أدارك) وإسناده إسناد صحيح هو من حديث شعبة عن أبي حمزة عن ابن عباس ، وزعم هارون القارئ أن قراءة أبي بن كعب (بل تدارك علمهم) القراءة الأولى والآخرة معناهما واحد؛ لأن أصل ادارك تدارك أدغمت التاء في الدال فجيء بألف الوصل؛ لأنه لا يبتدأ بساكن فإذا وصلت سقطت ألف الوصل وكسرت اللام لالتقاء الساكنين. وفي معناه قولان: أحدهما أن المعنى بل تكامل علمهم في الآخرة لأنهم رأوا كلما وعدوا به معاينة فتكامل علمهم به، والقول الآخر أن المعنى بل تتابع علمهم اليوم في الآخرة فقالوا تكون، وقالوا لا تكون. وفي معنى أدرك قولان: أحدهما معناه كمل في الآخرة، وهو مثل الأول، والآخر على معنى.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 219 ] الإنكار وهذا مذهب أبي إسحاق ، واستدل على معنى صحة هذا القول بأن بعده بل هم منها عمون فأما معنى ادرك فليس فيه إلا وجه واحد، يكون فيه معنى الإنكار كما تقول: أأنا قاتلتك أي لم أقاتلك فيكون المعنى لم يدرك. "بل هم منها عمون" حذفت منه الياء لالتقاء الساكنين، ولم يجز تحريكها لثقل الحركة فيها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية