الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 517 ] وممن توفي فيها من الأعيان

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ابن عطاء الحنفي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قاضي القضاة شمس الدين أبو محمد عبد الله بن الشيخ شرف الدين محمد بن عطاء بن حسن بن عطاء بن جبير بن جابر بن وهيب الأذرعي الحنفي ، ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة ، سمع الحديث وتفقه على مذهب أبي حنيفة ، وناب في الحكم عن الشافعي مدة ، ثم استقل بقضاء الحنفية أول ما وليت القضاة من المذاهب الأربعة ، ولما وقعت الحوطة على أملاك الناس أراد السلطان منه أن يحكم بها بمقتضى مذهبه ، فغضب من ذلك وقال : هذه أملاك بأيدي أربابها ، وما يحل لمسلم أن يتعرض لها . ثم نهض من المجلس فذهب ، فغضب السلطان من ذلك غضبا شديدا ، ثم سكن غضبه ، فكان يثني عليه بعد ذلك ويمدحه ويقول : لا تثبتوا كتابا إلا عنده . كان ابن عطاء من العلماء الأخيار ، كثير التواضع قليل الرغبة في الدنيا ، روى عنه ابن جماعة وأجاز للبرزالي . توفي يوم الجمعة تاسع جمادى الأولى ، ودفن بالقرب من المعظمية بسفح قاسيون ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بيمند بن بيمند بن بيمند

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إريس طرابلس الفرنجي
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ،
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان جده نائبا لبنت صنجل الذي تملك طرابلس من ابن عمار في حدود الخمسمائة ، وكانت [ ص: 518 ] يتيمة تسكن بعض جزائر البحر ، فتغلب هذا على البلد لبعدها عنه ، ثم استقل بها ولده ، ثم حفيده هذا ، وكان شكلا مليحا . قال قطب الدين اليونيني : رأيته ببعلبك في سنة ثمان وخمسين وستمائة حين جاء مسلما على كتبغا نوين ورام أن يطلب منه بعلبك; فشق ذلك على المسلمين . ولما توفي دفن في كنيسة طرابلس ولما فتحها المسلمون في سنة ثمان وثمانين وستمائة نبش الناس قبره ، وأخرجوه منه ، وألقوا عظامه على المزابل للكلاب .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية