الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3329 (21) باب

                                                                                              في محاصرة العدو ، وجواز ضرب الأسير وطرف من غزوة الطائف

                                                                                              [ 1295 ] وعن عبد الرحمن بن عمر قال: حاصر رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أهل الطائف، فلم ينل منهم شيئا، فقال: " إنا قافلون إن شاء الله". قال أصحابه: نرجع ولم نفتتحه؟ فقال لهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "اغدوا على القتال". فغدوا عليه، فأصابهم جراح، فقال: لهم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "إنا قافلون غدا". فأعجبهم ذلك، فضحك رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 11 )، والبخاري (4325)، ومسلم (1778).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (21) ومن باب: محاصرة العدو

                                                                                              قوله : ( حاصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل الطائف ) ; كان هذا الحصار بعد هزيمة هوازن ، وذلك : أنه لجأ إليها فلهم ، واجتمع بها شوكتهم ورماتهم مع رماة [ ص: 625 ] ثقيف . وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى جدهم وامتناعهم قال لأصحابه : ( إنا قافلون غدا إن شاء الله ) ; على جهة الرفق بهم ، والشفقة عليهم ، فعظم عليهم أن يرجعوا ولم يفتحوا ذلك الحصن . ورأوا أن هذا العرض من النبي -صلى الله عليه وسلم- على جهة المشورة ، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جدهم في هذا ، وما ظهر لهم ، قال لهم : ( اغدوا على القتال ) ، فلما أصابتهم الجراح ، وقتل منهم جماعة على ما ذكر أهل التواريخ ، قال لهم : ( إنا قافلون غدا ) ; فأعجبهم ذلك لما أصابهم من شدة الحال ، ولما لقوا ، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى من اختلاف قولهم عند اختلاف الحالين ، ورجوعهم إلى الرأي السديد ، لكن بعد مشقة .

                                                                                              وفيه من الفقه : جواز محاصرة العدو ، والتضييق عليهم ، ومشاورة الإمام أصحابه ، وعرضه عليهم ما في نفسه ، وسلوكه بهم طريق الرفق والرحمة .

                                                                                              و (القافل) هو الراجع من السفر . والجماعة : القافلة . ولا يقال لهم في ابتداء سيرهم : قافلة . بل : رفقة .




                                                                                              الخدمات العلمية