الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 95 ] جماع أبواب سيرته -صلى الله عليه وسلم- في الأيمان والنذور

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في ألفاظ حلف بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غيره بها ، وتحذيره -صلى الله عليه وسلم- الحالف من اليمين الفاجرة ، وألفاظ حلف هو بها ، وما نهى عن الحلف به ، وفيه أنواع

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في ألفاظ حلف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره بها

                                                                                                                                                                                                                              روي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل ، احلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عندك شيء ، يعني للمدعي .

                                                                                                                                                                                                                              وروي عن البراء بن عازب -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا رجلا من علماء اليهود ، فقال : أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى -صلى الله عليه وسلم- الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في تحذيره صلى الله عليه وسلم من اليمين الفاجرة

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد وأبو داود عن عمران بن الحصين -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين كاذبة مصبورة متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : فيما كان صلى الله عليه وسلم يحلف به

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال : أكثر ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلف ، لا ، ومقلب القلوب . ولفظ ابن ماجه والنسائي : لا ، ومفرق القلوب .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود عن أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- أن رسول [ ص: 96 ] الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اجتهد في اليمين ، قال : لا ، والذي نفس أبي القاسم بيده .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود وابن ماجه عن رفاعة الجهني قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حلف قال : والذي نفس محمد بيده .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود وابن ماجه قال : كان يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ، وأستغفر الله .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه الإمام أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن عائشة -رضي الله تعالى عنهما- قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أمة محمد ، والله لو تعلمون ما أعلم ، لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنه- قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا ، وأمر عليهم أسامة ، فطعن بعض الناس في إمارته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل ، وايم الله ، إن كان لخليفا للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إلي ، وإن هذا لمن أحب الناس إلي من بعده .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع : فيما نهى عن الحلف به

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد والشيخان والثلاثة عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إني أنهاكم أن تحلفوا بآبائكم» .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه ابن ماجه ، ولفظه : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يحلف بأبيه ، فقال : «لا تحلفوا بآبائكم ، من حلف بالله فليصدق ، ومن حلف له بالله فليرض ، ومن لم يرض بالله فليس من الله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه عن عبد الرحمن بن سمرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لا تحلفوا بالطواغي ولا بآبائكم .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 97 ] وروى الإمام أحمد وأبو داود عن بريدة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من حلف بالأمانة فليس منا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والستة عن ثابت بن الضحاك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من حلف على ملة سوى الإسلام كاذبا -وفي لفظ : متعمدا- فهو كما قال» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن بريدة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من حلف فقال : إني بريء من الإسلام ، فإن كان كاذبا فهو كما قال ، وإن كان صادقا لم يرجع إلى الإسلام سالما» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول : أنا إذا يهودي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وجبت .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية