الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ أبو الفضل عيسى بن الشيخ عبيد بن عبد الخالق الدمشقي


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ودفن بالقرب من الشيخ رسلان قال الشيخ علم الدين : وكان يذكر أن مولده كان سنة أربع وستين وخمسمائة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الطواشي يمن الحبشي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      شيخ الخدام بالحرم الشريف النبوي ، كان دينا عاقلا عدلا ، صادق اللهجة ، مات في عشر السبعين ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ المحدث شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر الموصلي ، ثم الدمشقي الصوفي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سمع الكثير ، وكتب الكتب الكبار بخط رفيع جيد واضح ، جاوز السبعين ، ودفن بباب الفراديس .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشاعر شهاب الدين أبو المكارم محمد بن يوسف بن مسعود بن بركة بن سالم بن عبد الله الشيباني التلعفري

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صاحب ديوان الشعر ، جاوز الثمانين ، [ ص: 527 ] توفي بحماة ، وكان الشعراء مقرين له معترفين بفضله وتقدمه في هذا الفن . ومن شعره قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لساني طري منك يا غاية المنى ومن ولهي أني خطيب وشاعر     فهذا لمعنى حسن وجهك ناظم
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وهذا لدمعي في تجنيك ناثر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      القاضي شمس الدين علي بن محمود بن علي بن عاصم الشهرزوري الدمشقي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      مدرس القيمرية بشرط واقفها له ولذريته من بعده التدريس من تأهل منهم ، فدرس بها إلى أن توفي في هذه السنة ، ودرس بعده ولده صلاح الدين ، ثم ابن ابنه بعد ابن جماعة ، وطالت مدة حفيده . وقد ولي شمس الدين على نيابة ابن خلكان في الولاية الأولى ، وكان فقيها جيدا نقالا للمذهب رحمه الله ، وقد سافر مع ابن العديم إلى بغداد فسمع بها ، ودفن بمقابر الصوفية بالقرب من ابن الصلاح

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ الصالح العالم الزاهد أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر الكناني الحموي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      له معرفة بالفقه والحديث ، ولد سنة ست وتسعين بحماة ، وتوفي بالقدس الشريف ، ودفن [ ص: 528 ] بماملا ، وسمع من الفخر بن عساكر ، وروى عنه ولده قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ الصالح جندل بن محمد المنيني

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كانت له عبادة وزهادة وأعمال صالحة ، وكان الناس يترددون إلى زيارته ، زاره الملك الظاهر مرات وكذلك الأمراء بمنين ، وكان يتكلم بكلام كثير لا يفهمه أحد من الحاضرين ، بألفاظ غريبة ، وحكى عنه الشيخ تاج الدين أنه سمعه يقول : ما تقرب أحد إلى الله بمثل الذل له والتضرع إليه . وسمعه يقول : الموله منفي من طريق الله يعتقد أنه واصل ، ولو علم أنه منفي رجع عما هو فيه; لأن طريق القوم من أهل السلوك لا يثبت عليها إلا ذوو العقول الثابتة . وكان يقول : السماع وظيفة أهل البطالة . قال الشيخ تاج الدين : وكان الشيخ جندل من أهل الطريق وعلماء التحقيق . قال : وأخبرني في سنة إحدى وستين وستمائة أنه قد بلغ من العمر خمسا وتسعين سنة . قلت : فعلى هذا يكون قد جاوز المائة; لأنه توفي في رمضان من هذه السنة ، ودفن في زاويته المشهورة بقرية منين ، وورد الناس إلى قبره يصلون عليه من دمشق وأعمالها ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحافظ بدر الدين أبو عبد الله بن [ ص: 529 ] الفويره السلمي الحنفي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      اشتغل على الصدر سليمان وابن عطاء ، وفي النحو على ابن مالك ، وحصل وبرع ونظم ونثر ، ودرس في الشبلية والقصاعين ، وطلب لنيابة القضاء فامتنع ، وكتب الكتابة المنسوبة . وقد رآه بعض أصحابه في المنام بعد وفاته ، فقال له : ما فعل الله بك؟ فأنشأ يقول :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ما كان لي من شافع عنده     غير اعتقادي أنه واحد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكانت وفاته في جمادى الأولى ، ودفن بظاهر دمشق ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن عبد الوهاب بن منصور شمس الدين أبو عبد الله الحراني الحنبلي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      تلميذ الشيخ مجد الدين ابن تيمية ، وهو أول من حكم بالديار المصرية من الحنابلة نيابة عن القاضي تاج الدين ابن بنت الأعز ، ثم ولي شمس الدين بن الشيخ العماد القضاء مستقلا ، فاستناب به ، ثم ترك ذلك ، ورجع إلى الشام يشتغل ويفتي إلى أن توفي ، وقد نيف على الستين ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية