الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن مجاهد في قوله : أفمن شرح الله صدره للإسلام الآية، قال : ليس المشروح صدره كالقاسية قلوبهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن قتادة في قوله : أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه يعني : كتاب الله، هو المؤمن؛ به يأخذ، وإليه ينتهي وبه يعمل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس : أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه قال : أبو بكر الصديق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن محمد بن كعب القرظي قال : لما نزلت هذه الآية : أفمن شرح الله صدره للإسلام قالوا : يا رسول الله، فهل ينفرج الصدر؟ قال : نعم، قالوا : هل لذلك علامة؟ قال : نعم، التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزول الموت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه [ ص: 646 ] الآية . أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فقلنا : يا رسول الله كيف انشراح صدره؟ قال : إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح، قلنا : فما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور، والتأهب للموت قبل نزول الموت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" عن ابن عمر، أن رجلا قال : يا نبي الله أي المؤمنين أكيس؟ قال : أكثرهم ذكرا للموت وأحسنهم له استعدادا، وإذا دخل النور في القلب انفسح واستوسع، فقالوا : ما آية ذلك يا نبي الله؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم أخرجه عن أبي جعفر عبد الله بن المسور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه ثم قرأ : أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية