الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في ليلة القدر

                                                                      1378 حدثنا سليمان بن حرب ومسدد المعنى قالا حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر قال قلت لأبي بن كعب أخبرني عن ليلة القدر يا أبا المنذر فإن صاحبنا سئل عنها فقال من يقم الحول يصبها فقال رحم الله أبا عبد الرحمن والله لقد علم أنها في رمضان زاد مسدد ولكن كره أن يتكلوا أو أحب أن لا يتكلوا ثم اتفقا والله إنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين لا يستثني قلت يا أبا المنذر أنى علمت ذلك قال بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لزر ما الآية قال تصبح الشمس صبيحة تلك الليلة مثل الطست ليس لها شعاع حتى ترتفع

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( عن زر ) : بكسر الزاي وتشديد الراء بن حبيش مصغرا ( يا أبا المنذر ) : هذا كنية أبي بن كعب ( فإن صاحبنا ) : يعني عبد الله بن مسعود ( فقال ) : أي ابن مسعود : ( من يقم الحول ) : أي تمام الحول لأنها تدور في تمام السنة ( أبا عبد الرحمن ) : هذا كنية ابن مسعود ( أو أحب ) : شك من الراوي ( ثم اتفقا ) : أي سليمان ومسدد ( لا يستثني ) : حال أي حلف حلفا جازما من غير أن يقول عقيبه إن شاء الله تعالى ، مثل أن يقول الحالف لأفعلن إلا أن يشاء الله أو إن شاء الله ، فإنه لا ينعقد اليمين وإنه لا يظهر جزم الحالف ( ما الآية ) : أي العلامة والأمارة ( مثل الطست ) : معناه بالفارسية تشت وأصله طس أبدل إحدى السينين تاء للاستثقال فإذا جمعت أو صغرت رددت السين لأنك فصلت بينهما بواو أو ألف أو ياء ، فقلت طسوس وطساس وطسيس ، وحكي بالشين المعجمة لفظة أعجمية ( ليس لها شعاع حتى ترتفع ) : قال الطيبي : والشعاع هو ما يرى من ضوء الشمس عند حدورها مثل الحبال والقضبان مقبلة إليك كلما نظرت إليها انتهى .

                                                                      قيل : وفائدة كون هذا علامة مع أنه إنما يوجد بعد انقضاء الليلة لأنه يسن إحياء يومها كما يسن إحياء ليلها . انتهى .

                                                                      [ ص: 186 ] قال القاري : وفي قوله يسن إحياء يومها نظر يحتاج إلى أثر ، والأظهر أن فائدة العلامة أن يشكر على حصول تلك النعمة إن قام بخدمة الليلة وإلا فيتأسف على ما فاته من الكرامة ، ويتدارك في السنة الآتية ، وإنما لم يجعل علامة في أول ليلها إبقاء لها على إبهامها .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية