الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 4756 ] وقد جاء النص من بعد ذلك: ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا الضمير في "يأته "؛ يعود إلى ربه؛ ويتضمن معنى الإقرار بالربوبية؛ والخلق؛ وإنشاء الإنسان؛ وفي ذلك رد فرعون؛ واستهانة به؛ وهو الذي كان يقول: أنا ربكم الأعلى و "مؤمنا "؛ أي: مذعنا خاضعا للحق؛ مستقيم النفس والعمل؛ ولذا قال - من بعد -: "قد عمل الصالحات "؛ و "الصالحات ": الأعمال الصالحة التي تنشر العدل؛ والحق؛ وتقيم النفع؛ وتدفع الفساد في الأرض؛ وتحفظ للإنسان كرامته؛ وتدفع عنه المهانة؛ وتسوي بينه وبين الناس؛ وقد ذكر - سبحانه وتعالى - جزاءهم؛ فقال: فأولئك لهم الدرجات العلا الفاء في جواب الشرط؛ والإشارة إلى هؤلاء؛ متصفين بالإيمان والصلاح؛ والقصد إلى الأعمال الصالحة النافعة؛ غير المفسدة؛ "لهم الدرجات "؛ وهي الارتقاء في السمو؛ والارتفاع؛ و "العلى "؛ جمع " عليا "؛ وهي مؤنث "أعلى "؛ أي: الدرجات المرتفعة التي ما فوقها ارتفاع؛ فلا يرفع المؤمنين أن يرضى عنهم فرعون؛ وهو بشر دونهم; لأنهم أطهار؛ وهو مجرم آثم ظالم؛ غشيه الشر وأرداه؛ فلعنه الله ومن يتشبه به؛ وإن كانوا دونه قوة واقتدارا؛ ولكنها الغطرسة الحمقاء.

                                                          وقد بين - سبحانه - هذه الدرجات العلى؛ فقال - سبحانه -:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية