الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في قوله عز وجل والذين لم يبلغوا الحلم منكم " ، وقبله يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات " إلى قوله : والله عليم حكيم

                                                                                                                                                                                  وفي تفسير النسفي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غلاما من الأنصار يقال له مدلج بن عمرو إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وقت الظهيرة [ ص: 224 ] ليدعوه ، فدخل فرأى عمر بحالة كره عمر رؤية ذلك ، فقال : يا رسول الله ، وددت لو أن الله أمرنا ونهانا في حالة الاستئذان ! فنزلت هذه الآية . وقال مقاتل : نزلت هذه الآية في أسماء بنت مرثد الحارثية ، وكان لها غلام كبير فدخل عليها في وقت كرهته ، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حالة نكرهها ! فأنزل الله الآية .

                                                                                                                                                                                  قيل : ظاهر الخطاب للرجال ، والمراد به الرجال والنساء تغليبا للمذكر على المؤنث . قال الإمام : والأولى أن يكون الخطاب للرجال والحكم ثابت للنساء بقياس جلي ; لأن النساء في باب حفظ العورة أشد حالا من الرجال .

                                                                                                                                                                                  ومعنى الكلام : ليستأذنكم مماليككم في الدخول عليكم . قال أبو يعلى : والأظهر أن يكون المراد العبيد الصغار ; لأن العبد البالغ بمنزلة الحر البالغ في تحريم النظر إلى مولاته والذين لم يبلغوا الحلم منكم أي من الأحرار من الذكور والإناث .

                                                                                                                                                                                  قوله ثلاث مرات ; أي ثلاث أوقات في اليوم والليلة : من قبل صلاة الفجر لأنه وقت القيام من المضاجع وطرح ما ينام فيه من الثياب ولبس ثياب اليقظة وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة القائلة ومن بعد صلاة العشاء لأنه وقت التجرد من ثياب اليقظة والالتحاف بثياب النوم . وإنما خص هذه الأوقات لأنها ساعات الغفلة والخلوة ووضع الثياب والكسوة .

                                                                                                                                                                                  قوله ثلاث عورات لكم ، سمى كل واحدة من هذه الأحوال عورة لأن الناس يختل تسترهم وتحفظهم فيها ، والعورة الخلل .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية