الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال هم أولاء على أثري أشار إليهم؛ ولم يأت بكاف الخطاب؛ تأدبا مع الله؛ ولأنه - سبحانه - العليم؛ فلا يحتاج إلى تنبيه بها؛ إذ هو يخاطب العليم الخبير؛ ومعنى أولاء على أثري إنهم على مقربة مني؛ ولا يضلون الطريق; لأنهم ورائي؛ ثم قال - معتذرا عن تعجله -: وعجلت إليك رب لترضى أي: كان الدافع على عجلي إليك محاولتي إرضاءك؛ حاسبا أن المسارعة إليك ترضيك؛ وقال كلمتين تقربا إليه - سبحانه -؛ ومشيرا بهما إلى رغبة في ذلك التعجيل؛ وهو أنس بكلامه معه؛ الكلمة الأولى هي "إليك "؛ أي: عجلتي كانت إليك؛ وأنت القريب إلى نفسي؛ آنس بكلامك؛ والكلمة الثانية هي "رب "؛ أي: القائم على نفسي؛ ومن صنعتني على عينك فإني أسارع إلى من صنعني على عينه - جل جلاله.

                                                          وقد نبهه - سبحانه - إلى مغبة تعجله؛ فقال - عز من قائل -:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية