الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله - تعالى - : سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون .

                                                                                                                                                                                                                                      قد قدمنا معنى لفظة سبحان ، وما تدل عليه من تنزيه الله عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله ، وإعراب لفظة سبحان مع بعض الشواهد العربية في أول سورة " بني إسرائيل " .

                                                                                                                                                                                                                                      ولما قال - تعالى - : قل إن كان للرحمن ولد الآية - نزه نفسه تنزيها تاما عما يصفونه به من نسبة الولد إليه ، مبينا أن رب السماوات والأرض ورب العرش - جدير بالتنزيه عن الولد ، وعن كل ما لا يليق بكماله وجلاله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 167 ] وما تضمنته هذه الآية الكريمة ، من أنه لما ذكر وصف الكفار له بما لا يليق به ، نزه نفسه عن ذلك معلما خلقه في كتابه أن ينزهوه عن كل ما لا يليق به - جاء مثله موضحا في آيات كثيرة ، كقوله - تعالى - : ما اتخذ الله من ولد إلى قوله - تعالى - : سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون [ 23 \ 91 - 92 ] . وقوله - تعالى - : قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا [ 17 \ 42 - 43 ] . وقوله - تعالى - : لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون [ 21 \ 22 ] . وقوله - تعالى - : سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا [ 4 \ 171 ] . إلى غير ذلك من الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية