الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل [ 246 ]

                                                                                                                                                                                                                                        قيل : الملأ : الأشراف ؛ لأنهم مليئون بما يدخلون فيه . إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله جزم لأنه جواب الطلب ، والطلب في لفظ الأمر ، ويجوز : " نقاتل في سبيل الله " رفعا بمعنى نحن نقاتل ، أي فأنا ممن يقاتل . ومن قرأ بالياء " يقاتل " فالوجه عنده الرفع ؛ لأنه نعت لملك . قال هل عسيتم قال أبو حاتم : ولا وجه لـ " عسيتم " . وقد قرأ الحسن به ، ونافع ، وطلحة بن مصرف . ولو كان كذا لقرئت : " فعسي الله " . قال أبو جعفر : حكى يعقوب بن السكيت وغيره أن " عسيت " لغة ، ولكنها لغة رديئة ، فإذا قال : " عسى الله " ، ثم قال : " فهل عسيتم " استعمل اللغتين جميعا ، إلا أنه ينبغي له أن يقرأ بأفصح اللغتين وهي فتح السين . إن كتب عليكم القتال شرط ألا تقاتلوا في موضع نصب . قال أبو إسحاق : أي هل عسيتم مقاتلة . قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله قال الأخفش : " أن " زائدة . وقال الفراء : هو محمول على المعنى ، أي : وما منعنا ، كما تقول : ما لك ألا تصلي ، أي ما منعك ؟ وقيل : المعنى : وأي شيء لنا في ألا نقاتل في سبيل الله ؟ وهذا أجودها . ( وأن ) في موضع نصب . وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا أي سبيت ذرارينا . تولوا إلا قليلا منهم استثناء .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 326 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية