الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      256- وقال تعالى: (إن الأمر كله لله) إذا جعلت "كلا" اسما كقولك: "إن الأمر بعضه لزيد " وإن جعلته صفة نصبت. وإن شئت نصبت على البدل؛ لأنك لو قلت: "إن الأمر بعضه لزيد " جاز على البدل، والصفة لا تكون في "بعض". قال الشاعر: [ الأخطل ]:

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 237 ]

                                                                                                                                                                                                                      (171) إن السيوف غدوها ورواحها تركا فزارة مثل قرن الأعضب

                                                                                                                                                                                                                      فابتدأ "الغدو والرواح" وجعل الفعل لهما. وقد نصب بعضهم "غدوها ورواحها" وقال: "تركت هوازن" فجعل "الترك" للسيوف، وجعل "الغدو والرواح" تابعا لها كالصفة حتى صار بمنزلة "كلها". وتقول: (إن الأمر كله لله) على التوكيد أجود وبه نقرأ.

                                                                                                                                                                                                                      وقال تعالى: (لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم) وقد قال بعضهم: (القتال) و"القتل" فيما نرى، أصوبهما إن شاء الله - لأنه قال: (إلى مضاجعهم) .

                                                                                                                                                                                                                      وقال: (وليبتلي الله ما في صدوركم) : أي: كي يبتلي الله.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية