الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا

                                                                                                                                                                                                                                      تكاد السماوات ... إلخ. صفة لـ "إدا"، أو استئناف ببيان عظيم شأنه في الشدة والهول. وقرئ: يكاد بالتذكير. يتفطرن منه يتشققن مرة بعد أخرى من عظم ذلك الأمر. وقرئ: (ينفطرن). والأول أبلغ; لأن تفعل مطاوع فعل، وانفعل مطاوع فعل، ولأن أصل التفعل التكلف. وتنشق الأرض أي: وتكاد تنشق الأرض. وتخر الجبال أي: تسقط، وتتهدم. وقوله تعالى: هدا مصدر مؤكد لمحذوف هو حال من الجبال، أي: تهد هدا. أو مصدر من المبني للمفعول مؤكد لتخر على غير الصدر; لأنه حينئذ بمعنى التهدم، والخرور، كأنه قيل: وتخر الجبال خرورا. أو مصدر بمعنى المفعول منصوب على الحالية، أي: مهدودة، أو مفعول له، أي: لأنها تهد. وهذا تقرير لكونه إدا، والمعنى: أن هول تلك الشنعاء وعظمها بحيث لو تصورت بصورة محسوسة لم تطق بها هاتيك الأجرام العظام، وتفتت من شدتها، أو أن فظاعتها في استجلاب الغضب، واستيجاب السخط، [ ص: 283 ] بحيث لولا حلمه تعالى لخرب العالم، وبددت قوائمه غضبا على من تفوه بها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية